بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

صباح امس الاول الاربعاء، تحدّثت  عبر اثير اذاعة الـ اس بي اس عن حلول اللغة العربية في المرتبة الثالثة كلغة محكية في استراليا بعد الانكليزية والصينية، وكان لي موقف مخالف للذين يعتبرون ان هذا الخبر مفرح وايجابي.

امّا لماذا حلّت اللغة العربية في المرتبة الثالثة رغم ان الايطاليين والهنود هم اكثر منا عدداً في هذه البلاد، فهناك عدّة عوامل منها:

اولاً: الهجرة الحديثة واستمرار المهاجرين الجدد بالتخاطب بلغتهم العربية بالاضافة الى اللاجئين الذين انخرط معظمهم في المجتمع.

ثانياً: بطء الجالية العربية في الاندماج في المجتمع الاسترالي عكس الجاليات الاخرى.

فنحن بحفاظنا على لغتنا نبني كانتونات منعزلة ونصنع زعامات احياء في الجالية وليس زعامات للمجتمع الاسترالي. ومَن يصل من العرب الى مراكز عليا  هو الذي عاش في بيئة انكلوساكسونية.

ثالثاً: لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ومعظم الذين يتحدثون العربية هم مسلمون وعليهم الحفاظ على هذه اللغة.

رابعاً: وجود كم كبير من وسائل الاعلام العربية: تسع صحف عربية و7 اذاعات بدوام كامل واكثر من عشرين اذاعة  بدوام جزئي. هذا العامل يعزّز استمرار التخاطب باللغة العربية بالإضافة الى الفضائيات المتوفرة في كل منزل.

ولم تعد العربية عامل حفاظ على التراث والقيم وعلى التعلّق بالأوطان وحسب، بل اصبحت أداة لاستيراد مشاكل وخصومات الأوطان الأم.

خامساً: لم يتخذ معظم المهاجرين العرب الى استراليا حتى الآن هذا البلد وطناً نهائياً لهم، وعملية التجاذب بين وجودهم في استراليا والتفكير بذهنية اوطانهم، والعيش حياة تلك الأوطان السياسية وهم في استراليا يفقد هؤلاء الطموح والتخطيط العملي  للمستقبل.

وفي وقت يصدر الصينيون والهنود والإيطاليون والفيتناميون عشرات الكتب العلمية والاكاديمية والتربوية سنوياً في استراليا، ما زالت الجالية العربية تصدر كتباً لا شيء فيها يدل على ان اصحابها يعيشون في استراليا؟!.