حاوره بيار سمعان:

تذكروا هذا الاسم: ماريو سكر. هذا الشاب سيدخل عالم الشهرة من بابه الواسع. انه فنان موهوب بالفطرة. اكتشف والداه موهبته منذ الصفر عندما قام برسم «مزهرية» بشكل يفوق قدرات اي طفل في عمر الخمس سنوات. فقالت والدته: «يا صبي، انت فنان». وبدأت الوالدة بتشجيعه والطلب اليه ان يزاول الرسم بشكل منتظم وكرست بعض وقتها فيما كان الوالد منهمكاً في العمل خارج المنزل.

ماريو لم يلتحق بمعهد فنون ولم يتلق دروساً خاصة بالفن والرسم. انه موهبة بالفطرة. عمل منذ الصغر ومن خلال الممارسة والتثقيف الذاتي. انه يدرك  اليوم ان الرسم والنحت هما المهنة التي يرغب بمزاولتها طيلة حياته وان يحقق ذاته من خلالها ويعبر بواسطة مواهبه عن انتمائه الى استراليا التي يحب دون ان يتناسى جذوره اللبنانية المسيحية التي طبعت شخصيته الهادئة والعميقة.

تذكروا هذا الاسم. ان الشهرة تطرق باب حياته التي كرسها للرسم. وهذا بعض ما قاله لنا:

حاوره بيار سمعان:

< ماريو، اعطنا فكرة عن طفولتك ونشأتك. من أنت؟

> ولدت سنة 1998، والديّ لبنانيان. بدأت الرسم فعلياً عندما كان عمري 11 سنة. لكن والدي اكتشف موهبتي عندما كنت في الرابعة من عمري عندما كنت ارسم صور القديسين ومعدات منزلية ووجوه. لم ادرس الرسم او التحق بأي معهد للفنون. لقد صقلت موهبتي من خلال الممارسة وقراءة حياة الفنانين العالميين والاطلاع على اسلوب عملهم.

< متى اكتشفت انك موهوب وقررت ورغبت بتنمية موهبتك؟

> اعتقد انني رسام بالفطرة. ويوماً بعد يوم اميل للاقتناع بأهمية موهبتي. اكتشفت مع اهلي انني امتلك موهبة الرسم من الصغر . وانا اعمل منذ حداثة عمري على صقل هذه الموهبة.

< استراليا والعالم بأسره هما اغنياء بالرسامين الكبار. كيق ستقتحم عالم الرسم في عالم مادي تسيطرعليه الشركات الكبرى؟

> هذا صحيح ما تقوله. لكن باعتقادي ان لكل انسان مميزات ومواهب هي مساحة لا يمكن لأحد سواه ان يملأها. الانسان البارع واليقظ هو من يتمكن من التمايز والاستفادة من اللحظات الملائمة. انا احب الفن الديني كما احب رسم الشخصيات والمناظر الطبيعية..

< حتى الآن هل اكتفيت بالتقليد ام انك حاولت الخلق والابتكار؟

> ما انقله هو لصقل المهارات واكتساب تقنيات، لكنني بدأت اسعى لشق طريق خاص بي من خلال الرسم المعاصر وليس الكلاسيكي  فقط. انني ابتكر فكرة اللوحات واسعى الى تنفيذها بأسلوبي الخاص.

< اين ترى نفسك بعد 10 سنوات من اليوم؟

> موهبتي هي هبة من الله. سوف اتابع المشاركة في معارض فنية. واعتقد من هنا حتى 10 سنوات سيصبح لديّ رصيد فني واختبارات وجمهور يقدّر عطاءاتي  الفنية واسلوب عملي.. اترك الباقي الى العناية الالهية.

لقد شاركت حتى الآن في معارض كثيرة وفزت بالجائزة الاولى رسم لأخي الصغير  وهو يتناول الفطور كما شاركت في مباراة اخرى بلوحة معاصرة وكدت ان افوز ايضاً بالمرتبة الاولى.

اتمنى بعد 10 سنوات ان اصبح قادرآً على متابعة حياتي من خلال اعمالي الفنية ويصبح ما ارسمه مصدراً ملائماً ومساعداً لأتابع العيش في عالم الفن الذي احبه. هذا ليس سهلاً لكن يمكن تحقيقه بعون الله. كل عمل ناجح يتطلب وقتاً وتضحية ومثابرة.

< نحن نعيش في عالم مادي مبني على الصوت والصورة ويحركه المال. وليس سهلاً مواجهة عالم متسارع ومادي. كيف ستتعامل مع هذا الواقع؟

> هذا سؤال صعب. لكن المثابرة على الرسم والتطور في مجال تخصصي يجعلني اتمايز عن الآخرين. لوحاتي سوف تفتح لي ابواباً كثيرة، وانا محظوظ لوجود جالية لبنانية انتمي اليها بالتاريخ والحضارة والعلاقات الاجتماعية وهي تدعمني وترافق مسيرتي. اما بالنسبة للمجتمع الاسترالي، فأعمالي الفنية هي  المناخ والوسيلة لشق هذا الطريق والوصول الى المجتمع الكبير.

< كيف تصف ردود فعل الناس بالنسبة للوحات التي رسمتها حتى الآن؟ ماذا يحب الناس؟

> اعتقد ان الناس تحب بشكل عام الفن الكلاسيكي خاصة ابناء الجالية اللبنانية، كما يحبون الوجوه واللوحات الدينية، اما المجتمع الاسترالي فيميل الى الفن المعاصر الرمزي واللوحات المرتبطة باستراليا كطبيعة وشعب . ردود الفعل المتعددة تدفعني بالواقع الى صقل موهبتي وتوسيع اختباراتي الفنية.

< اين وكيف ستدخل السوق الفنية؟ أمن خلال الجالية اللبنانية اما المجتمع الاسترالي؟

> اود ان ابدأ مسيرتي اولاً مع الجالية اللبنانية – انها تراثي وبيئتي ومصدر إلهاماتي. ارغب ان انطلق منها الى المجتمع الاسترالي والا ابتعد عنها حتى لو بلغت الشهرة. انني اكتشف ذاتي الانسانية والفنية والثقافية في احضان الجالية اللبنانية.

< المعارض التي شاركت بها؟

> لقد شاركت في معارض عديدة خاصة في متحف الفنون في نيو ساوث  ويلز – المعرض السنوي للمواهب الشابة. ولقد فزت بالمرتبة الاولى العام الماضي.

وانني الآن،  بمؤازرة التجمّع المسيحي والسيد والي وهبه ودعم مؤسسة الشرق الاوسط للاعلام استعد لمعرض فني ضخم لم يحدد بعد موعده. وآمل ان اتمكّن من عرض مجموعة متنوعة من اعمالي  الفنية واللوحات المتنوعة.

< هل انت سعيد بلوحاتك الفنية وهل تعتبرها جزءاً من شخصيتك؟

> انا سعيد باللوحات التي رسمتها حتى الآن وأفرح لأنني الاحظ تقدماً وتنوعاً وحرفية في اللوحات التي ارسمها… انني انسان صبور اسعى الى اعطاء كل لوحة ما تستحقه من  وقت ودقة في العمل. انا ابحث دائماً عن أساليب وتقنيات جديدة. وكما استخدم الريش الرفيعة لرسم التفاصيل الدقيقة استخدم ايضاً السكين في لوحات اخرى واسلوب رسم مختلف.

ولا بد ان اذكر انني اعشق الرسامين الكبار من حقبة النهضة الاوروبية. اعتقد انهم يمثلون حقبة فنية لا يمكن تجاهلها وعلى كل رسام ان يعبر بها ويدرسها ويتأثر بها قبل الانطلاق في اسلوب خاص بالرسم. كذلك لديّ اختبارات في مجالات الرسم الخيالي والرمزي.

< هل من مشاريع لديك الآن؟

> يطلب مني اعداد لوحات خاصة لاشخاص او كنائس او مؤسسات. لكنني كما ذكرت سابقاً اعد مع السيد والي وهبه لمعرض خاص بالجالية اللبنانية، مع مجموعة من العناوين للوحاتي اسعى الى اضفاء نفحة شخصية من روحي. ما يميز لوحة عن اخرى هو قدرة الفنان على منحها  مسحة من الحياة فيتحول الجماد الى طاقة حيوية.

< من هم الاشخاص الذين اثروا حتى اليوم بحياتك كرسام؟

> بالطبع اهلي بالدرجة الاولى من خلال تشجيعهم الدائم لي. عندما اشعر بالملل والتعب، هم يقفوا الى جانبي.

< ما هي الامور والمواضيع التي تحب ان ترسمها؟

> احب رسم المظاهر الحياتية اليومية والاعتيادية . مشاهدات من واقع الحياة. احب رسم الوجوه والمناظر ذات معنى.

< كونك لبناني هل تؤثر ثقافتك اللبنانية برسومك؟

> الى حد ما، بالنهاية انا ارسم ما احب وما اراه مميزاً ومعبراً. انا متعدد المواهب ايضاً ولي بعض الاختبارات في النحت ايضاً.