بقلم هاني الترك OAM

تحدثت وسائل الاعلام عن التقاط صورة للكفن الذي لُف به السيد المسيح بعد صلبه ووفاته..ويعتقد انه يشير الى تفاصيل جسد المسيح بعد صلبه ويتوافق مع ظروف وبيئية ذلك العصر وهو محفوظ في الفاتيكان.

ولكن ما اثار اهتمامي ان الخبراء تحدثوا عن يسوع المسيح الشرق اوسطي الملامح.. وليس كما روج له الغرب عبر التاريخ بأنه ذو عيون زرقاء وشعر اشقر.

وقال الخبير في العهد الجديد من الكتاب المقدس ومدير كلية «مور سيدني» لعلم اللاهوت بروفسور بيل ساليا وبالحرف الواحد: ان الصورة الملتقطة للكفن مطابقة للشكل الفلسطيني اليهودي في القرن الاول الميلادي Palestinian Jew .. والصورة الملتقطة عن الكفن تؤكد هذا الاعتقاد.

فماذا يقول التاريخ عن العرق الفلسطيني اليهودي في ذلك القرن الاول الحاسم في توجيه التاريخ؟

ان الفلستينيين عبروا من جزيرة كريت الى مصر في عهد الفراعنة وطردوهم الى الارض بزمن طويل قبل الميلاد .. واصبحت من قبل العرب  تسمى ارض فلستين Philistine  نسبة اليهم واستعمل اليونان هذا الاسم حتى عام 70 قبل الميلاد.

وجاء اليها العرق الكنعاني من الجزيرة العربية من قبيلة الاموريين حوالي 2300 قبل الميلاد.. وعرفت بأرض كنعان حتى قبل 15 قرناً من ميلاد السيد المسيح.. واختلط الفلستينيون مع الكنعانيين.. واستعمل اسم فلسطين Palestine من قبل ابي التاريخ  المؤرخ اليوناني هيروديت الذي تجول في بابل ومصر واليونان والّف كتابه العظيم «التاريخ History» .. ومنذ ذلك الزمن اصبحت فلسطين الجزء الجنوبي لسوريا واحتفظ بالاسم الرومان ثم البيزنطيون والعرب.. وظل اسمها فلسطين حتى اليوم الى ان احتلتها اسرائيل في نكبة 1948.

والأن ماذا عن اليهود؟

ابراهيم هو الاصل العرقي لليهود الذي جاء من اور في جنوب العراق واستقروا في ارض كنعان.. وولد ابنه الاول اسحق والثاني يعقوب (اسرائيل).. ومن يعقوب ولد 12 سبطاً.. احدهم اسمه يهوذا ومن بينهم يوسف.. وبسبب المجاعة هاجروا الى مصر في عهد فرعون وكان النبي موسى كليم الله الذي عاد بشعبه الى ارض كنعان من خلال صحراء سيناء حيث نزلت الشريعة اليهودية عليه مع الوصايا العشر.. ولم يدخل موسى ارض كنعان (فلسطين) مع ان الله وعدهم بالاستقرار فيها..

ووقعت المعارك بين سكان فلسطين واليهود.. وفي فلسطين نشأت الديانة اليهودية (يهوذا) .. قتل الفلسطينيون ملك وموحد اليهود شاوول .. وجاء بعده الملك داوود الذي حاربه الفلسطينيون وقتل داوود جولياط الجبار ملك الفلسطينيين بمقلاع اصابه في عينيه.. وخلفه ابنه الملك سليمان وبنى هيكل سليمان ووحّد اليهود..  ومات بعد ذلك الملك سليمان.. وتعددت الغزوات على اسرائيل.. وعام 70 قبل الميلاد دمر الرومان اورشليم وانتهى حكم اليهود.
والملاحظ انها ارض فلسطين وارض اليهود.. لذلك سُمي يسوع الفلسطيني اليهودي وحتى ولادته..  ولكن هناك سبب آخر اهم لهذا الاسم: فقد اختلط الفلستينيون في ذلك الزمن مع اليهود.. واعتنق بعض الفلسطينيين اليهودية..  وهذا واضح في انجيل متى.. اذا ان اصل نسل يوسف النجار والد يسوع هو من داوود. ونسل داوود يعود الى راعوث  وزوجها محلون من المؤابيين الذين من اصل فلسطيني.. اما السيدة العذراء فهي يهودية.

وقد شاهدت فيلماً وثائقياً جديداً لعلماء عالميين اجروا الابحاث العلمية على الكفن من خلال تحليل الحمض النووي DNA لبقع الدم عليه وتبين انها تعود الى جماعة من الموحدين الدروز كانوا يقطنون بجانب مدينة الناصرة في فلسطين.. وذلك بعد تحليل الحمض النووي لدمائهم.

هذا هو الاصل العرقي ليسوع المسيح الفلسطيني اليهودي .. مع ملاحظة ان الديانة اليهودية نشأت في فلسطين ومركزها يهوه (الله) .. والمسيحية نشأت في فلسطين ومحورها الله معنا (يسوع المسيح).. اذن اطلاق اسم فلسطيني يهودي على يسوع يمثل الاصل العرقي والجغرافي والتاريخي والديني.. والصورة الملتقطة في الكفن لـ يسوع المسيح تطابق الاصل.