كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

هذا عنوان يافطة كبيرة علقتها السفارة الاسترالية على بناء مرتفع في بغداد.

وما ان قرأها العراقيون حتى بدأوا بشتم حكومتهم اولاً والحكومة الاسترالية ثانياً علماً «ان الدنيا رمضان».

لماذا غضب العراقيون برأيكم وممَن يجب ان يغضبوا: من حكومة العراق ام من حكومة استراليا؟!

مواقع التواصل الاجتماعي التي فاقت تعليقاتها حدود المتوقع انتقدت الحكومة العراقية لأنها سمحت بنشر اعلان يهين كرامة العراقيين.

ونسي اصحاب المواقع الأمر الذي سبّب ذلك ونسوا انه لولا اهانة الحكومات العراقية لمواطنيها، لما هربوا عبر المراكب ولما وضعوا في مراكز اللاجئين ولما كانت سفارة استراليا لديهم تعلّق ما علقته في بغداد.

لو تصل اخبار وصور ومشاهد ما يحصل في كريسماس آيلاند ونارو ومانوس الى العراقيين، لكانوا وجّهوا تحية الى السفارة الاسترالية ولشكروها على نصحهم وتحذيرهم مما سيحلّ بهم لو هاجروا عبر المراكب.

فليست استراليا هي التي تسبّبت في هجرة العراقيين ولا المانيا او السويد او الدانمارك، لكن نعرف من يتسبّب في هجرة العراقيين والسوريين والليبيين والسودانيين وسواهم. ونحن ساكتون وعلى قلوبنا متل العسل، ولا نتحرك الاّ عندما نقرأ يافطة علقتها السفارة الاسترالية في بغداد لتحذيرنا من الأعظم الذي ينتظرنا.