بقلم هاني الترك OAM
ان الفنانين في التاريخ لهم وضعٌ خاص في التاريخ… ويقدرهم العالم ايما تقدير.. وخصوصاً من العالم الغربي حيث تعتبر مواهبهم نفحة من الإلهام الإلهي.. ويسبقون العلماء في الكشف عن النظريات العلمية.. وتقدير استراليا شقيقتي الفنانة مارسيل منصور بمنحها وسام Order of Australia لفنها وابداعها في مجال الفنون التشكيلية اضافة الى تعدّد مواهبها في الحقول الاعلامية والاكاديمية والادبية مبعث فخر واعتزاز للجالية الفلسطينية والعربية في استراليا وتعبيراً عن تقدير استراليا للفنانين.. فقد عرضت لوحاتها في العالم المتقدم مثل نيويورك وباريس.
إن الشعب الاسترالي يقدّر الفن التشكيلي.. واذكر حينما اقيم في كانبرا معرض الرسومات الفنية لعمالقة الرسم في التاريخ مثل فان جوخ وبول غوغان القادم من باريس لاقى نجاحاً منقطع النظير.. حتى ان الذين شاهدوه بلغ عددهم مئات الآلاف.
وقد انتظر بعضهم في الصف لرؤية المعرض حوالي اربع ساعات.. واحد المواطنين ذهب خصيصاً الى كانبرا لرؤية المعرض ولم يتمكن من العثور على غرفة للنوم في الفندق لأن جميع الفنادق محجوزة.. واضطر ان ينام في السيارة.. واحد المواطنين وقّع على عمل في كانبيرا لمدة ستة اشهر حتى تتمكن زوجته من مشاهدة المعرض عدة مرات.. فإن الفن عظيم والتمتَّع به يمنح النشوة النفسية والارتقاء بالمشاعر.
واذكر من التاريخ الحديث اثناء الحرب العالمية الثانية حينما احتلت المانيا فرنسا قام احد القادة الالمان بفتح معرض اللوڤر في باريس خصيصاً من اجل رؤية صورة عملاق الرسم ڤان جوخ المقطوعة اذنه.. وكان القائد الالماني ينظر الى صورة ڤان جوغ ويتأمل فيها ويصاب بنوع من الشبق العقلي الى حد النشوة النفسية العنيفة.. ومن عمق متعتها ينهار ويغيب عن الوعي.
وفي التاريخ كان ڤان جوخ يعشق امرأة عامة حسناء.. ولم تكن تبادله الحب بالحب.. وذات مرة قالت له ان اذنه جميلة .. تأثر ڤان جداً.. وفي فجر اليوم التالي قطع اذنه ووضعها في ظرف وذهب الى منزلها.. فتحت له الباب.. اعطاها الغلاف وفيه الأذن وكانت الدماء تنساب من اذنه فاصيبت المرأة بالذهول وفقدت وعيها.
عاد ڤان جوخ الى منزله والدماء تنساب من رأسه ونام وكأن شيئاً لم يكن .. جاء بائع الحليب وشاهد اثار الدماء في الحديقة وظن ان صديق ڤان جوخ الذي كان يقيم معه في المنزل الفنان العظيم بول غوغان قد قتل ڤان جوخ.. استدعيت الشرطة وظهرت الحقيقة.. ومن شدة ولهه ڤان جوخ بالمرأة فقد قطع اذنه لمجرد انها اشارت له بأن اذنه جميلة.. ومن العشق ما قتل.
ان المعرض في كانبيرا استحق مشاهدته عن جدارة لرؤية اهم الاعمال الفنية في التاريخ.. والشعب الاسترالي هو شعب يقدّر الفن ويتذوقه.. والاقبال الشديد على رؤية المعرض فاق تصور المنظمين له.. واصيبوا بالذهول لتدفق المشاهدين على رؤيته.. والمثل القديم يقول اما ان تكون فناناً فتخلق او تكون انساناً فتتذوّق او لا تكون هذا او ذاك تنتحر.