بقلم هاني الترك OAM
مارسيل منصور فلسطينية الأصل في الصميم، هاجرت الى أستراليا في السبيعنيات من القرن الماضي، لكنها ما زالت تحمل ملامح هويتها في حقيبة الذاكرة المليئة بالصور، ما زالت تتذكر شواطئ البحرالغزاوي الصاخب الممزوج بعذابات المخيم ووجع الناس الباحثين عن أحلامهم وسط ليل الاحتلال، فغمست ريشتها بغصن زيتون لترسم الأرض الحزينة، وقبضت على قلمها لتكتب عن عذابات شعبها المشرد والمطارد في كل مكان، وأطلقت صوتها في المحافل والندوات لتقول للعالم نحن الفلسطينيون أكبر من كل حملات التشويه والإلغاء والابادة، فسخرّت كل طاقاتها الإبداعية لتجسّد في لوحاتها الفنية عراقة التاريخ والحضارة وكأنها توأم الكرمل الشاهق المطل على كبريائنا في فلسطين الصامدة .
مارسيل منصور الفنانه التشكيلية المعاصرة، الكاتبه، الشاعرة، الصحافية، وصاحبة الموقف الجريء الثابت من كل القضايا الإنسانية والوطنية. لها الكثير من المعارض الفنية المحلية والعالمية، من خلالها استطاعت أن تكسر الصمت إزاء ما يحدث لوطنها وشعبها لتحاكي الضميرالعالمي .
مارسيل منصور لها تاريخ طويل وحافل في ممارسة الفن والكتابة والنقد والتحليل الأدبي. عملت مارسيل من خلال معارضها الضوئية في السنة العالمية للضوء 2015 على التنوير الذهني فدعت إلى التحول في الفكر وتغييرالواقع ومساندة السلام العادل، إلى جانب رسوماتها لمختلف الشخصيات الأسترالية البارزة من أجل النهوض بمفهوم التعددية الثقافية وتعزيز المحبة واحترام الآخر والتسامح بين البشر. وفي مقالاتها الأدبية غالبا ما تسلط الضوء على أوضاع شعبنا في الارض المحتله، لتوقظ حق شعبها المظلوم. كما انها قدمت العديد من الخدمات التطوعية في أستراليا إيماناً منها باستراليتها كمثال للمواطن الصالح الذي يعيش في هذا البلد العظيم . مارسيل منصور ، أخذت على عاتقها إبراز الموضوع الفلسطيني في أوساط النخبة الأسترالية تأكيداً على هوية فلسطينيتها وعمق ارتباطها بأرض أجدادها وتاريخهم العريق.
وبمناسبة العيد السنوي للملكة إليزالبث ملكة بريطانيا منحت الحكومة الأسترالية لعدد من الأستراليين ميداليات الأوسمة الرفيعة تكريما لخدماتهم المميزة ، ومن الذين نالوا هذه الجائزة المهمة الناشطة مارسيل منصور. بعد ان قرأت خبر منحها وسام الملكة إليزابيث من قبل الحكومة الأسترالية قررت فوراً أن اكتب عنها، لانها تستحق، ولأن فلسطين تكبر بأبنائها العظماء، ونظرًا لما قدمته مارسيل منصور من خدمات وإبداعات وعطاءات فائقة ورفيعة المستوى، فقد اختارتها الحكومة الأسترالية ضمن تلك المجموعه من الأشخاص لتمنحها وسام الملكة إليزابيث، فكانت بذلك أول أمراة من أصل فلسطيني في أستراليا تحصل على هذا الوسام الملكي، وأمام هذا الإنجاز أتقدم منها بأحر التهاني والمباركة متمنياً لها دوام النجاح والتوفيق في خدمة استراليا وفلسطين. مارسيل كانت تبحث عن شجرتها الضائعه فوجدتها منتصبة شامخة في عرين الفن والصحافه والنضال، وحملت جرة حبرها لتسقي زعترنا الاخضر فوق جبالنا. وما زالت تقبض على هويتها الفلسطينية كما يقبض القديس على جمرة إيمانه.
بقلم منير محاجنه – رئيس اتحاد عمال فلسطين – استراليا