بقلم هاني الترك OAM

قبل نكسة عام 1967 حينما هزمت اسرآئيل العرب انطلقت الشخصية الفلسطينية الوطنية بانطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة.. قبل هذا التاريخ كانت الهوية الفلسطينية مقموعة بسبب هزيمة العرب في عام النكبة 1948.. لذلك كان الشعور يراودني من حين الى آخر لماذا ليس لنا دولة تسمى فلسطين مع ان تاريخها عريق وجذورها تعود الى آلاف السنوات؟ لقد عمل الاستعمار والصهيونية على كبت ومحو الهوية الفلسطينية القومية.

وحينما هاجرت الى استراليا عام 1970 تعرفت على ابناء الجالية الفلسطينية ودخلت عضواً في الجمعية الفلسطينية بدافع الانتماء التاريخي للهوية الفلسطينية.. وكان الأمل يراودني دائماً ان تكون لنا دولة مثل باقي الشعوب.. لذلك كتبت اثناء فترة استقراري الاولى عن الشخصية الفلسطينية والهوية القومية الفلسطينية.. فإن الانتمناء الوطني في حياة اي شخص هو هام جداً.. اذا كان الشخص لا منتمي فهنا تكون الازمة الشخصية.. ولذلك كتبت باللغة العربية والانكليزية عن تاريخ وتراث وثقافة الجالية الفلسطينية في استراليا حتى يتعرف الجيل الاول منهم في استراليا على انتمائهم الشخصي والوطني.. وكذلك حتى يتعرف ابناء الجيل الثاني من الفلسطينيين على جذورهم التاريخية الفلسطينية.. ولحسن الحظ اننا نعيش في استراليا في المجتمع المتعدد الحضارات حيث يسمح للمواطن ممارسة ثقافته ولغته وتاريخه مع انخراطه وتفاعله مع المجتمع الاسترالي.

ومناسبة تعرضي لهذا الموضوع الهام بالذات هو اثناء حفل تقديم الحاكم جائزة Order of Australia  لي في مقر الحكومة مع النخبة الرفيعة المميزة من ابناء الشعب الاسترالي الذين حصلوا على الجائزة وامام  الحشد من الضيوف ذكر في الحفل سيرتي الذاتية.. ومن بينها حول انجازاتي في مجال الاعلام ومساهمتي في الكتابة عن الفلسطينيين في استراليا.. وشعرت بالسرور العميق يدب في اعماقي وانا استمع الى سيرتي الذاتية بالتركيز على الهوية الفلسطينية امام الحاكم والحضور الغفير .. اني لست سياسياً بطبعي ولكن احد المؤمنين بتحقيق الاهداف السياسية من خلال الاعمال الاجتماعية والادبية والفنية والفكرية.. اني اعتز بفلسطينيتي وهويتي القومية الفلسطينية الى جانب اعتزازي وحبي لبلدي الجديد استراليا.