بقلم هاني الترك OAM

حينما كان المؤلف مارك آدامز يقرأ في بطون الكتب عن الفلاسفة العظماء في التاريخ لفت نظر ما كتبه الفيلسوف المثالي افلاطون عن القارة المفقودة اطلنطا.. جذبته اسطورة القارة المفقودة فأخذ يبحث عنها سنوات طويلة حتى نشر كتابه

Meet me in Atlantic : My Obsessive Quest to Find the Sunken City

واني اذكر في الماضي منذ سنوات طويلة قد قرأت عن القارة المفقودة لافلاطون.. فهو اول من كتب عنها وقال لقد ابتلعها المحيط الاطلنطي (الاطلسي) بسبب زلزال .. فقد كتب عنها افلاطون في محاوراته «تيماوس» استناداً الى وصف المصلح السياسي والمشرّع صولون من حوالي 600 سنة قبل الميلاد الذي بدوره نقلها الى اليونانيين في اثينا.. وقال افلاطون لقد قال الكاهن المصري انها اكبر من آسيا الصغرى مع ليبيا مجتمعة.. وكانت بها حضارة مزدهرة منذ حوالي 10 آلاف سنة قبل الميلاد..

وكانت الأمة في القارة اطلنطا متقدمة حتى انها قد هزمت كل شعوب بحر الابيض المتوسط باستثناء اليونانيين من آثينا.. ووصفها بعد ذلك افلاطون في كتابه «كريتياس» بأنها المدينة الفاضلة Utopia.

وغير معروف فيما اذا كان وصف افلاطون القارة المفقودة خيالياً او تاريخياً وفيما اذا كان قد استقى معلوماته من مصادر مسجلة انقرضت.

على اي حال لقد اثيرت قصة اطلنطا عبر التاريخ وعاشت في اعمال كتاب كبار حتى انه في القرن الثامن عشر كتب عنها المؤلف الكبير فولتير.

واذا لم تخني الذاكرة قرأت في الماضي كتاباً للمولف كولين ويلسون عن قارة اطلنطا انه كانت فيها حضارة مزدهرة جداً حتى ان بعض سكانها ذهبوا الى مصر وهم الذين اشرفوا على بناء الاهرامات خوفو وخفرع ومنقرع. وكانوا يعرفون الاستنساخ البشري ويعرفون بتكنولوجيا متقدمة.. وربما كارثة طبيعية ادت الى غرق القارة.

ونعود الى آدامز في كتابه الذي نشر الاسبوع الماضي اذ يقول ان قضية اطلنطا هي القوة الفائقة العظيمة.. فهل وجدت بالفعل؟ وما هو مكانها وما الذي حدث لها؟

فهو يتعرض لها رغم تعقيدها من الناحية التاريخية والآثار والعناصر الاسطورية في الرياضيات الخاصة بها وكأنه يبحث في لغز جريمة مبهمة.. ويتساءل الى اي مدى من الممكن الاعتماد على ما كتبه افلاطون بأنه حقيقة. والرواية تركز على الاشخاص الذين يستبد بهم الشعور بالبحث عن حقيقة القارة المفقودة حيث تجول المولف في عدة دول التي قد توجد بها آثار ربما لها علاقة بها.. ويستعرض في الكتاب تعرض كوكب الارض لكوارث طبيعية مدمرة مثل الزلازل والبراكين والتسونامي او ارتطام الكوكب بالنيازك الفضائية.. فإن الطبيعة ليس لها أمان وينتهي الى القول ان هذه هي نهاية قصة اطلنطا .. فمهما كانت الحضارة متقدمة وقوية مثل اطلنطا يمكن ان تختفي بسبب الكوارث الطبيعية.