بقلم / هاني الترك O A M
منذ فترة بسيطة وبحكم عملي قابلت امرأة عربية جميلة أنيقة وجذبني جمالها فلم استطع كظم مشاعر الإحساس بالجمال فقلتُ لها ببراءة رجل مفتون بجمال المرأة: أنتِ حلوة وأنيقة وأتمنى لك يوما سعيدا.
شاحت بوجهها عني وأصبحت تتجنبني.. وربما ظنّتْ أنني أهدف من مديحي إلى ما وراء المجهول.
هذه التجربة لم تردعني من التعبير عن إعجابي بجمال امرأة عربية أحسّ بجمالها مع أن هذا كاد أن يوقعني في ورطة الشعور بالذنب.فقد تعرفت على امرأة عربية رائعة الجمال ولأول وهلة هزتني معالم جمالها العربي الأصيل وشدني سحرها إلى الإحساس بجمال روحها.. فلم أتمكن من كتم رغبتي الجامحة في التعرف عليها.
كتبت لها على موقع التواصل الاجتماعي متأملا أن نكون أصدقاء قلم.
وتبادلنا أطراف الحديث في عدة مواضيع ثقافية.. ويجب الاعتراف أنني اندفعت وعلى غير عادتي بالتعبير لها عن هيامي بهدوء شخصيتها والغزل في القيم الجمالية التي تتجسد بها مثل ثقافتها وكلماتها الأدبية الراقية التي كنت أتابعها من خلال صداقتنا الوليدة عبر موقع التواصل الاجتماعي.
غضبت صديقتي وكان جمال غضبها بأخلاق عالية ونضوج امرأة رقيقة العاطفة محافظة.. فأحسستُ أني تجاوزت حدودي.. إذ نسيت أن صديقة قلمي هذه امرأة عربية وليست استرالية.. فقد أمضيت معظم سنوات عمري في استراليا سواء في الجامعات أو في مجال عملي أو شبكة العلاقات الاجتماعية اعتدتُ فيها على مخاطبة المرأة الاسترالية المتحررة التي تعتزّ وتبتهج بكلمات الإعجاب والثناء والغزل التي تُطرح في جمالها.. وتمنحها الشعور بالزهو والثقة في انوثتها كإمرأة مرغوبة.. وتختلف عن المرأة العربية التي تقيدها التقاليد وتحافظ على الأخلاق وخصوصاً في علاقتها مع الغرباء.. اذ تخشى أن تتطور الصداقة إلى حب لا يُعرف عقباه.
من هنا أقول اني شعرت بعقدة الذنب نحو صديقة القلم العربية وأدركتُ أنني تخطيتُ حدودي فكتبت لها:
“اعذريني أني تماديتُ في التعبير عن مكنونات داخلي إعجاباً بك.. ويجب أن نحافظ على صداقتنا الوليدة النقية.. فالصداقة الحقّة هي لون من الوان الحب وأسألك طلباً: أن تسمحي لي أحياناً حينما يجرّني قلمي أن أتغزل بالقيم الجمالية التي تتجسد في معالمك كإمرأة عربية رأيتها امرأة غير عادية.. ولكن تذكري أنني رجل اشتغل بالفكر ومهنة الكتابة وتذوق الفنون.. فلا مفرّ من إحساسي بالجمال أين يكون.. وعلى رأسه جمال المرأة الفتان.. فلا تغضبي مني إذا سرح خيالي أن يداعب جمالك الأخّاذ وسرق قلمي ليكتب لك بدون غرض سوى التأمل في متعة ما خلق الله من تحفة جمال وآية في الإبداع”.
ورغم إحراجي وتورطي أحياناً في مواقف غير محبذة نتيجة إعجابي بالمرأة الا ان ذلك لن يوقفني عن التعبير عن إحساسي بجمال امرأة ما.. فإن تراث الإنسانية في المعرفة ،خصوصاً في الفنون والآداب.. بل الأعمال الفنية والادبية العظمى منها التي خلدها التاريخ كان مبعثها وملهمها الإحساس المرهف بجمال المرأة.
من هنا أقول لصديقة القلم على الملأ:
“أعذريني إذا وقع إحساسي أسير سحرك وأحدث ثورة غضب جميل في نفسك فهو أيضاً لون من الوان الجمال”.