بقلم  /  هاني الترك  O A M

اثر نشر مقالتي التي تحمل عنوان «الشيطان يحكم بعض الناس» في باب «استراليات» اتصلت بي احدى الاعلاميات المثقفات في الجالية غير موافقة على ان الروح الشريرة قد تلبس انساناً.. وقالت ان كل ما في الأمر ان الله قد منح الانسان حرية الارادة في اختيار طريق الشر او الخير.. فلا وجود للارواح الشريرة كما يعتقد البعض.. وكل الحكاية انه قد يكون الانسان الذي يظن انه تلبسه روح شريرة مصاب بمرض نفسي او عقلي.
واليكم هذه القصة من واقع الجالية حدثت منذ فترة بسيطة مع شابة ساحرة الجمال.. نقية القلب.. ودمثة الاخلاق.. خفيفة الظل.. ولكنها حائرة تبحث عن شيء لا تعرفه.. ربما هو السعادة وهدوء النفس وراحة البال.. تعرفت على رجل شيطان يتعامل بالسحر.. يستغل طيبة وسذاجة بعض ابناء الجالية ويستغلهم مالياً.. ويدمرهم نفسياً.. يقوم بعمليات الربط وفك الكتيبة وكشف الغيب وغيرها من اعمال السحر والشعوذة.. اصبح يستخدم تلك الشابة المسكينة كوسيط للاتصال بالارواح الشريرة  من اجل الكسب المادي.. مدعياً انه من خلالها يتحدث مع الملائكة.. ولكن الشابة اضحت مضطربة الاعصاب منزعجة الفكر لا تعرف الراحة او الهدوء.. ذات خيال مريض.. وتملكها شعور عاتٍ بأن الشيطان يسكن في اعماقها.. ولن يغادرها لأنه يحبها.. فقلب حياتها رأساً على عقب.
التجأت المسكينة الى اناس يتعاملون بالسحر لطرد الشيطان اللعين من داخلها دون فائدة.. فقد تمكن منها الشيطان ولم يطلقها.. وكانت تتعذب عذاباً فظيعاً.. ومن باب  الصدفة وبتدبير من الله ان المطران كاريو يونان من الكنيسة القبطية الارثوذكسية كان في زيارة لاستراليا لمدة اسبوعين.. وهو معروف في العالم العربي بأن الله منحه موهبة تطهير الناس الملبوسين من الارواح الشريرة.. ذهبت تلك الشابة الى الكنيسة في سيدني التي استضافت المطران.. وامام جمع غفير من الناس في الكنيسة طرد المطران الروح الشريرة منها بالصلاة والتضرع الى الله.. وحالما قابلها المطران عرف ان روحاً شريرة كانت تسكن في اعماقها.. واخذ يصلي على رأسها امام جمع غفير من الناس واحرق «الكتيبة» التي كانت تحملها والتي كان اعطاها اياها رجل يتعامل بالسحر والشعوذة.. وشفيت بذلك الشابة من الروح الشريرة.
ومن ضمن الذين اتصلوا بي رجل دين في الكنيسة الكاثوليكية العربية الذي قال انه رغم خدمته مدة 30 عاماً في الكنيسة فلم ير حالة واحدة من تطهير الناس الملبوسين بالارواح الشريرة.
ويقول القس عطا نصرالله من الكنيسة البروتستانتية الذي شهد بنفسه حالات اخراج شياطين من عدة اناس بأن الشيطان هو حقيقة وليس كما يظن البعض بأنه قصة خيالية واسطورة من نسيج الخيال.. فهو روح واقعي اذ كان ملاكاً قبل سقوطه .. ومنذ ذلك الوقت الى اليوم والى ان يأتي يسوع المسيح ساعة الدينونة يحاول الشيطان العمل لاعاقة العمل الإلهي.. ولكن الله القدير هو صاحب السلطان على ابليس (رئيس الشياطين) وكل المخلوقات.. ومن ثم فإن اعمال السحر والشعوذة تنبذها الكنيسة بأنها من اعمال الشيطان.. والشيطان لا يدخل اعماق مؤمن حقيقي بيسوع المسيح.. واذا دخل اعماق شخص غير مؤمن يمكن اخراجه بالصلاة باسم يسوع.. واضاف القس نصرالله بأنه شهد حالات عديدة بنفسه تم فيها اخراج الارواح الشريرة من الناس الذين تسكنهم.. ومن ثم ينصح القسيس ابناء الجالية بعدم التعاطي بأعمال السحر والشعوذة وقراءة الغيب.. لأنها اعمال شريرة من صميم عمل الشيطان.. وابنه طبيب متخصص بالامراض النفسية لا يعتقد بوجود الارواح الشريرة.. ودائماً يدخل القس نصرالله مع ابنه في نقاش حاد حول هذه القضية المثيرة للجدل.. الا انه يمكن التمييز بين اصابة الشخص بمرض نفسي او وجود روح شريرة داخله وذلك عن طريق الصلاة كما يقول القس.
ومع احترامي لما جاء في الكتاب المقدس من وجود الشيطان واعمال السحر حتى انه جاء ذكر الشيطان وابليس نحو 90 مرة فيه الا انه يجب التفرقة بين الحالات الاعجازية المقدسة وبين اعمال الشعوذة والسحر.. فمع ان العلم لم يجد تفسيراً علمياً لهذه الظواهر مثل شفاء تلك الشابة ..  الا انه مع تقدم العلم في المستقبل قد يمكن التوصل الى نظريات علمية ثم علاج طبي صحيح لتلك الحالات اذ اننا لا نعرف حالياً سوى القليل جداً عن عمل العقل…
فإن كل اعمال السحر والشعوذة هي نصب واحتيال ومنافية للأديان وكلام الله.. وأنصح ابناء الجالية بعدم اللجوء الى العرافين والسحرة والمشعوذين.. فإن تلك الشابة البريئة هي ضحية الجهل وفريسة معتقدات غير علمية.. ويجب الاعتماد على الله  والايمان بقدرته ورحمته وحمايتنا من المكاره والاشرار.. وذلك حتى لا يتعرض الشخص لقضايا ومشاكل يجهلها العلم حالياً.. وهي لا زالت تعتبر سراً من الاسرار الالهية المغلقة على الانسان.. وكل شيء مستطاع بقدرة الله الاعجازية.. مع اني لا اجد تعليلاً علمياً للحالة.