وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف حفلاً للمغنية الأميركية أريانا غراندي في مدينة مانشستر في شمال إنكلترا أمس، وأسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم أطفال.
وأعلنت الشرطة البريطانية أنه تم تحديد هوية المشتبه بمنفذ الهجوم الانتحاري وهو سلمان عبيدي. وأكد قائد شرطة مانشستر، إيان هوبكنز، للصحافيين أن الرجل الذي يشتبه بأنه نفذ العمل هو «سلمان عبيدي البالغ من العمر 22 عاماً».
وأشار إلى أنه لن يدلي بأي تصريحات أخرى تخص عبيدي في هذه المرحلة. وتابع «أولويتنا مع شبكة مكافحة الإرهاب بالشرطة وشركائنا الأمنيين، هي مواصلة تحديد إن كان تحرك بمفرده أم أنه كان يعمل ضمن شبكة أكبر».
ونشر التنظيم بياناً على تطبيق «تليغرام» أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً إنه تم بتفجير عبوات ناسفة، في وقت قال مدير «الاستخبارات الوطنية الأميركية» دان كوتس إن الولايات المتحدة لم تتحقق بعد من صلة «داعش» بالهجوم، على رغم إعلان التنظيم مسؤوليته.
وأضاف في جلسة أمام «لجنة القوات المسلحة» في مجلس الشيوخ: «أعلنت داعش مسؤوليتها عن هجوم مانشستر على رغم أنها تعلن المسؤولية عن كل هجوم تقريباً. لم نتحقق بعد من صلتها» بالهجوم.
وخلافاً لاعتداءات 2005 التي نفذها أربعة متشددين بريطانيين من أصول آسيوية متأثرين بتنظيم «القاعدة»، فإن منفذ التفجير «عربي» ليبي يدعى سلمان عبيدي مولود في بريطانيا (22 سنة) كانت عائلته لجأت إلى بريطانيا فراراً من نظام العقيد معمر القذافي.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن سلمان ولد في مانشستر عام 1994 وهو الثاني بين أربعة أولاد لوالده رمضان عبيدي وأمه سامية طبال (50 سنة). ولسلمان شقيق أكبر منه وآخر يبلغ من العمر 20 سنة وشقيقة تدعى جمانة (18 سنة) وهي تعمل في مسجد في ديدسبوري في ضواحي مانشستر.
والملفت أن المفجر الانتحاري نشأ في منطقة فالي راينج حيث ارتادت شقيقته آمال المدرسة ذاتها التي تخرجت منها الشقيقتان التوأمان زهرة وسلمى حلاني، اللتان كانتا تطمحان إلى دراسة الطب قبل أن تغادرا منزل والديهما للالتحاق بصفوف «داعش» في سورية.
والعائلة معروفة في أوساط الجالية الليبية الكبيرة في مانشستر، ويعتقد أن الوالدين رمضان وسامية عادا إلى طرابلس بعد سقوط القذافي ولم يعرف ما إذا كان أولادهما على علاقة بتنظيمات متشددة متعاطفة مع «داعش» وتعمل على الأراضي الليبية. وأفادت مصادر بأن جمانة تملك صفحة على «فايسبوك» تنشر عليها أدعية ومواد دينية، وكتبت في الصفحة أنها مقيمة في طرابلس.
وأفادت تقارير بأن سلمان، الذي وصفه جيران بأنه «غريب الأطوار» وكان يردد أناشيد دينية بصوت عال في الشارع، انتقل سابقاً للإقامة في لندن، لكنه عاد إلى مانشستر لتنفيذ هجومه وأقام في منزل والديه الذي دهمته الشرطة أمس، واعتقلت شريكاً محتملاً للانتحاري يبلغ من العمر 23 سنة. وسرت تكهنات بأن المعتقل قد يكون الشقيق الأكبر لسلمان. كما ضبطت الشرطة في المنزل عبوة مشبوهة أقدمت على تفجيرها بإحكام.