بقلم / هاني الترك O A M
قال الزميل انطوان القزي في عاموده المعروف «ما قلّ ودلّ» ان اليابانيين ارادوا ادخال النكت المصرية في الثقافة اليابانية لأن اليابانيين متجهمون لا يضحكون للرغيف السخن.. فاجتمعوا مع المثقفين المصريين وقال احدهم نكتة خفيفة الدم انه ذات شتاء بارد التقت شلة الأنس من حشاشين كانوا في حالة من الانسطال واستقروا في التدخين في غرفة مغلقة مما جعلها حارة فطلب واحد منهم فتح النافذة حتى يدخل الهواء النقي الى الغرفة.. بيد ان آخر قال ان فتح النافذة سوف يجعل الجو في الخارج حاراً للغاية.
وتعليقي انه رغم ان الشعب المصري هو من اكثر الشعوب ميلاً للنكات والمزاح في العالم الا انني قرأت مقالاً لكاتب استرالي مفاده ان العرب والمسلمين بحسب عاداتهم الاجتماعية وتاريخهم يحترمون الشخص الغاضب الصارم الغليظ الطبع.. وليس الشخص الرقيق العواطف المحب للمداعبة والضحك.. ويظنون ان قوة الشخصية تتمثل في الصراخ والغضب والعنف مع ان قوة الشخصية تستمد من الحجج القوية والثقافة.. لأن عصر العنف اليدوي قد انتهى منذ زمن غابر والآن قوة العقل هي السائدة.. فلم تعد لغة العضلات هي الحاسمة.. ويسوق المؤلف الدليل على نظريته ان العرب البدو الذين يتميزون بالجفاف العاطفي والعنف كانوا اهم مكونات جيش الفتح الاسلامي في القرن السابع الميلادي وما بعد.. حيث كان هؤلاء هم الركيزة الكبرى لنشر الدعوة الاسلامية التي قامت باستعمال القوة في الغزوات الاسلامية.
ويرجع المؤلف الظاهرة الى تربية الطفل قائلاً ان العناق والحضن للاطفال يخلق الترابط الروحي والعاطفي حتى يشب الشخص مسؤولاً حساساً يتعلق بالقيم الانسانية رؤوفاً محباً للبشر.
غير ان العرب والمسلمين لا يعرفون اهمية العناق ولا يدربون اطفالهم على ممارسة العناق واللمس والاحساس والتقبيل.. وينشأ بذلك الطفل العربي عنيفاً معقداً ميالاً الى الارهاب اذا توفرت الظروف الملائمة.. فلا يميل الفرد العربي الى الضحك والمزاح والدعابة.. مع ان الطب الحديث يقول ان الضحك لمدة نصف ساعة اسبوعياً يعادل السير على الاقدام لمدة نصف ساعة يومياً على مدى سبعة ايام من حيث التأثير على الدورة الدموية والحفاظ على القلب وتحقيق الصحة الجسدية والنفسية وخلق التناغم الاجتماعي بين الاشخاص.. ونحن الموظفون في مؤسستنا الاعلامية «التلغراف» لنا وقت مخصص للكلام الفارغ والضحك والهزل لأننا نتعامل بحكم المهنة بالكلام المليان.. وقد ادركت المستشفيات هذه الحقيقة حتىان بعضها قد فتح جناح الضحك في المستشفى يدخله المرضى والاطباء والممرضون من اجل اخذ قسط من الضحك الذي يساعد في الشفاء بطريقة اسرع وافضل… بل تم مؤخراً تخصيص اليوم العالمي للضحك.. والانسان هو حيوان ضاحك لأن الحيوانات لا تعرف الضحك.