12 قطبة بالرأس، ارتجاج بالدماغ، كدمات على كامل الجسم، وتقرير طبي بتعطيل عشرة ايام، هذا ما ناله جوزف فرح، احد مختاري بلدة الفرزل في فضاء زحلة، جراء الضرب المبرح على يد مجموعة من الجيش اللبناني، إستدعى نقله الى المستشفى وذلك لدى محاولته التدخل، معرفا عن صفته بانه مختار، لفضّ إشكالا كبيرا حصل ليل الخميس في بلدته بدأ بين ضابط برتبة نقيب في الجيش اللبناني بلباس مدني واصحاب مؤسسة تجارية في الفرزل.
وبعد خروجه من المستشفى، عقد المختار فرح مؤترا صحافيا في منزله في الفرزل بحضور الوزير السابق غابي ليون الذي كان شاهدا على تطورات الحادثة، وعدد من مختاري قضاء زحلة الى جمهرة من ابناء الفرزل.
واستهل المختار فرح كلمته بالقول: «إذا غصصنا بالخبز نشرب ماء، ولكن إن غصصنا بالمياه ماذا نفعل؟ الجيش اللبناني بالنسبة لنا هو المياه التي نشربها. الرتبة هي رتبة شرف، يفترض بمن يحملها بان يكون على قدر المسؤولية. ما حصل بالامس ممن يفترض به ان يحمي السلم الاهلي، عكس لنا صورة سلبية لا نريدها للمؤسسة العسكرية، واعتقد بان المؤسسة العسكرية لا تريدها لنفسها. والذي تعرضنا له من ضرب، بعد ان كنت قد عرفت عن نفسي كمختار لضيعتي الفرزل، وباني قدمت لافض نزاع، فتعرضت للضرب من مجموعة من الجيش اللبناني على رأسها ملازم من الجيش اللبناني في فوج التدخل (ذكر اسمه) أمر لا ارضى به، ولا احد يرضى به ولا الدولة ترضى به». وتابع: «ولان العقاب هو الرادع ولا نرضى الا بالاقتصاص من المرتكبين، ولا نرضى بلملمة الموضوع، أطلب ونطلب جميعنا من المؤسسة العسكرية ان تكون صارمة بقرارها والا نحن ذاهبون الى التصعيد. وضعنا بين ايدي الدولة وايدي الشرطة العسكرية وجميع الاجهزة الامنية نسخة عن الاعتداء السافر الذي تعرضنا له فهل ترضى المؤسسة العسكرية بهذه الصورة القاتمة لعناصر من الجيش تعتدي على مختار اعزل؟ الجيش اللبناني كان وسيبقى الارزة الشامخة الجامعة لا ولا نرضى الا ان يكون كذلك».
وقال المختار فرح ردا على سؤال: «انا الذي اريد ان اسأل المؤسسة العسكرية لماذا ضربوني؟»
مؤكدا: « الدولة تأخذ حقي، والجيش هو الذي سيأخذ حقي، انا مع الجيش اللبناني وجميعنا معه، لكن نقول نريد حقنا ولا شيء غيره، ولكن ان لم نصل الى الحق ثمة تصعيد».
من جهته وضع الوزير السابق غابي ليون الحادثة في اطار «خطأ من عناصر او ربما ضباط على الارض. الاشكال الذي كان يمكن ان يعالج بطريقة مناسبة وبحكمة، كان هناك شيء من الرعونة». مشددا على ان «الفرزل هي رافد للجيش ويدها بيده، ولا نقبل ان يكون هناك من المصطادين بالمياه العكرة ويصور ان ما حصل بالامس تصادم بين الجيش واهالي الفرزل. القيادات الامنية كلها كانت الى جانب الحق والحق كان مع اهالي الفرزل». معربا عن امله بان «يعالج القضاء الموضوع او حكمة الحكماء». وختم مؤكدا بان «التصرف الذي حصل غير مقبول من عناصر ربما زاد بهم الحماس لان وللصدفة احد طرفي النزاع هو ضابط بلباس مدني، لم يعرف عن نفسه».
وردا على اسئلة الصحافيين روى ليون ما حصل ليل الخميس، لافتا الى انه تلقى «اتصالا من يوسف اعزان، منسق بلدة الفرزل في «التيار الوطني الحر»، رجل معروف في بلدته رجل امال وصاحب مؤسسة مرموقة، كل الناس تشهد له بحسن السيرهة وله صفة حزبية، يقول فيه حضر شخص الى السوبرماركت خاصتي وحصل إشكال بيني وبينه وتبين انه ضابط».
مشيرا الى انه لكون المشكلة مع ضابط بالجيش ولكونه كان قريبا «توجهت الى الفرزل، ورأيت مجموعة من الشباب، ليست كبيرة، وشخص مدني ولما عرفت بانه الضابط المعني، قلت له نريد ان نحل المشكلة حبياً، فرفض بداية ان يحلّ المشكلة حبيا». وتابع ليون: «تبين بالتفاصيل انه (اي الضابط) كان يستبدل معجون حلاقة اعتبره غير صالح، والى ان تأكدوا على الكومبيوتر انه إشتراه من عندهم، لان المؤسسة ليست دكان بل سوبرماركت، أخذت العملية وقتاً، ما أثار غضبه فرمى القطعة على زجاج المحل، وهذا تصرف حسب الشكل وكما رويت لي الحادثة، تجافي المناقبية التي نعهدها بالضباط. بكل احترام طلبنا منه ان نحل المشكلة حبياً، لكن كان هناك اشخاص مدنيين من غير اهالي الفرزل وعندما حضر العناصر العسكريين تعاملوا مع الاهالي بنوع من الاستفزاز، ربما وجدوا الطريق مقفلة ولهم الحق بذلك. لكن عندما يكون هناك رئيس بلدية ومختارين على الارض ويوجد شباب متحمس، الحكمة والقانون والواجب يستدعون التعامل معهم، لانهم نزلوا ليهدئوا الامور لا لتصعيدها، لا يصحّ ان يحصل دفع ولكمات وكلام بصوت مرتفع، فما بالكم ان وصل الامر الى الضرب؟ وان يضرب مختار على رأسه وكدمات على كل جسده وينقل الى المستشفى؟ هذا امر غير مقبول، وجوه محلية منتخبة احترامها واجب على الجميع».