روى الإمام جعفر الصادق «ع» بسنده عن جده رسول الله «ص» أنه قال: القائم من ولدي إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، وشماءله شماءلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل. من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذّبه فقد كذّبني، ومن صدقه فقد صدقني، إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره، الجاحدين بقولي في شأنه، والمضلين لأمتي عن طريقته، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وتبقى هناك أسئلة حول الإمام المهدي، من الضروري طرح أجوبتها وإيضاحها.
1- هل الروايات الواردة حوله مختصة بالشيعة، أم تنسب إلى المسلمين جميعاً.
2- هل هو موجود وولد فعلاً؟ أم أنه سيوجد في آخر الزمان؟
3- ما هي الثمرة والفائدة من وجوده المقدس، إذا لم يستطع أحد الوصول إليه؟
4- ما هو المردود الإيجابي لفكرة وجود الإمام، الذي لم ينتفع به المجتمع الإسلامي؟
هذه الأسئلة لها أجوبة متعددة ونعرض في هذه الحلقة أجوبة المفكر الإسلامي الراحل الدكتور الشيخ أحمد الوائلي تغمده الله بواسع رحمته.
وقد امتاز بدراسته للعلوم الإسلامية في الحوزة العلمية -في النجف الأشرف- فاكتسب عمقاً ومعرفةً كبيرين في الفقه والأصول والبلاغة والسيرة والتاريخ والتفسير وعلوم الحديث.
وامتاز أيضاً بدراساته الأكاديمية وحصوله على درجة الدكتوراه من القاهرة، وباطلاعه الواسع على مؤلفاته كبار علماء السنة في السيرة والتاريخ والحديث.. والتفسير ونفسه كان شاعراً منوهاً مقتدراً ، وله دواوين شعر ومطارحات شعرية مع كبار العلماء … وكان متابعاً لآخر النظريات العلمية .. في مجالات الطب والكيمياء والفيزياء والفلك والمخترعات والاكتشافات العلمية. وكان يوظّف هذه المعلومات في محاضراته لتخدم الفكرة التي يناقشها. وكذلك كان مطلعاً على الأفكار والفلسفات الغربية والعلمانية والاشتراكية والشيوعية إلخ….»

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وآله وعلى آله الطاهرين.
لعلّ الأمور التي تشغل بال الكثير من الكتّاب المسلمين، ودار حولها نقاش حاد هي قضيّة الإمام المهدي عجل الله فرجه، واختلفت فيها الآراء وكثر حولها الأخذ والرد ويمكن تلخيص النزاع على الشكل التالي:
السؤال الأول: هل أنّ روايات الإمام المهدي عجل الله فرجه كما توحي بها كتابات بعض كتّاب المسلمين مختصّة بالشيعة أم تنسب إلى المسلمين كافّة؟
السؤال الثاني: على فرض ثبوت قضية هل هو موجود بالفعل أم أنه يوجد بعد ذلك؟
السؤال الثالث: إذا كان موجوداً بالفعل فما جدوى وجوده إذا لم نستطع أن نصل إليه؟
السؤال الرابع: ما هو مردود فكرة وجود الإمام المهدي (عليه السلام)، أي هل لها مردود إيجابي ينتفع به المجتمع الإسلامي أن لا؟
هذه الأسئلة نحاول أن نمر عليها ونحاول تلخيص النزاع لأنه مطوّل قطعاً، وفيه شعب كثيرة وتزامن تقريباً مع أخريات عصور الأئمة، يعني من بعد غيبة الإمام (عليه السلام) الكبرى بدأ التساؤل وكان يمر بأدوار قوّة وضعف، أي في بعض العصور يعنف الجدال حوله وفي بعضها يأخذ صفة معتدلة إلى حدّ ما، لكن يبقى أصل الفكرة محل أخذ وردّ بين المسلمين.
الجواب على السؤال الأول:
للإجابة عن السؤال الأول نأتي إلى الروايات التي تروي وتنص على وجود الإمام (عليه السلام) لنلاحظ هل اختصّ الشيعة بإيرادها أم أنّها وردت في كتب المسلمين من مختلف المذاهب؟
ألفت نظرك إلى أنّ روايات الإمام المهدي (عليه السلام) عند المذاهب الإسلامية هي أكثر ممّا عند الشيعة، والذي يتصوّر أنّ الشيعة اختصّوا بها فليس له في الواقع إلمام ولا علم بالموضوع.
بوسعك أن تلاحظ كتب الحديث التي تناولت أحاديث النبي صلى الله عليه وآله والموسوعات أي كتب السنن والصحاح فإنها بأجمعها قد حفلت بروايات الإمام المهدي (عليه السلام) ولكن يختلف لسان الروايات فتقول مرّة:
لا تمضي الأيّام واللّيالي حتى يبعث الله من آل محمد صلى الله عليه وآله مهدي هذه الأمّة يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
ومرة: المهدي منّا أهل البيت.
ومرة: المهدي من ولدي اسمه اسمي.
أي تدور كلها حول فكرة وجود الإمام المهدي (عليه السلام) بمختلف الصيغ والأساليب وهذا هو القدر المتيقن ولا جدال فيه، وقد حفلت بها كتب المذاهب الإسلامية بأجمعها وأكثر من هذا فان لهجة ابن حجر هي أن منكر الإمام المهدي كافر لأنّه ينكر ضرورة من ضروريات الدين، أي يعتبر وجوده ضروره لتواتر الروايات وكثرة الروايات التي عالجت هذا الموضوع، إذن  لا ننفرد نحن بذكر روايات الإمام المهدي (عليه السلام) وإنما تتناولها كتب المسلمين عامّة.
الجواب على السؤال الثاني:
أما السؤال الثاني فانه هو الخلاف الواقع بين الإمامية وبين المذاهب الإسلاميّة الأخرى، فهذه المذاهب تقول: مع تسليمنا بأن الله يبعث المهدي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً وبصحة الروايات وهذه الأحاديث لكنه ليس موجوداً بالفعل وإنّما يوجد بعد ذلك، لأن وجوده بالفعل يحدث عدّة إشكالات:
أولاً: طول العمر، فالإنسان عمره الطبيعي لا يتعدّى معدّل الأعمار سبعين أو ثمانين سنة على أكثر الفروض، فمن يعيش خارج هذا النطاق والمعدّل أمر غير طبيعي خصوصاً إذا كان خارج المعدل بكمية كبيرة جدّاً (120 سنة مثلاً) إضافة إلى المدة التي سوف تقضى ولا يعلم بها إلا الله عز وجل.
ثانياً: إذا وجد بالفعل فلماذا يُحجب عن الأبصار، لماذا لا يُعرف حتّى يُقصد ويُستفاد من وجوده؟
ما هي الفائدة من وجوده وعدم القدرة على الوصول إليه؟ لأنه إذ كان محجوباً فانّا لا نستطيع الوصول إليه، وإذا لم نصل إليه فما هي فائدة وجوده؟ لان المفروض في الإمام هو أن يكون على تماس بالناس ومصدر هدايتهم، يلتقون به ويأخذون منه الهداية.
ثالثاً: إن وجود الإمام المهدي مع هذا المدى الطويل يعني إننا إذا تعلّقت أفكارنا بوجود إمام يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فكأنّه سوف ننيط هذه المهمّة به، أي هو المسؤول عن تعديل الاوضاع الشاذة في الأرض، وهذا يعني إلغاء التكاليف وشل حركة الأمّة، لان المفروض أن تبقى الأمّة تنتظر الفرج على يديه، ولا تعمل أي شيء، مما يعني أن وجود الأمة وعدمها سيّان، تنتظر الأمام ليغيّر واقعها ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ويقضي على الظلم.
ومن الإشكالات التي أوردت على وجود الإمام المهدي (عليه السلام) وعدم القدرة على الوصول إليه هو كيف يصح أن يحتج الله عز وجل على العباد بإمام لا يُرى؟
الجواب عن الإشكال الأول: الإمامية يذهبون إلى وجوده والدليل هو:
أولاً: قول النبي صلى الله عليه وآله:
«إنّ الله لا يخلي الأرض من حجّة».
أي لا بد من وجود قائم بالأمر يمثّل النبي صلى الله عليه وآله وامتداده، لأنه إذا خلا خلت الأرض من الحجّة، إذ ليس من المفروض أنّ يكون الحجّة غير الإمام، فإذا افترضناه غير الإمام المعصوم فإننا لا نستطيع أن نجعله حجّة بيننا وبين الله إذ يحتمل منه المعصية، وفي حال صدور المعصية منه لا نستطيع أن نعتبره حجّة، ولذلك لا نعتبر حجّة، ولذلك لا نعتبر قول الفقيه في ذاته حجّة، بل لأنه ينقل لنا النص الشرعي ورأي النبي أو الإمام، إنه قناة لنقل الحكم لنا.
إذن الحجّة إنّما تتم بوجود المعصوم، ولا يوجد إنسان يدّعي له العصمة إلاّ الإمام، إذن لا يخلي الله عز وجل الأرض من حجّة، وعليه يجب أن يكون الحجّة موجوداً، وإلاّ ما معنى أنّه لا يخلو الأرض منه مع أنّه غير موجود؟
ثانياً: قول النبي صلى الله عليه وآله:
«من مات لن يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
هذا الحديث يرويه جمهور المسلمين، فإذا لم يكن إمام زماني موجوداً فكيف أعرفه، المفروض أنّي التقي به، ويكون حجّة عليّ حتّى أعرفه ولا أموت ميتة جاهليّة، إذن لابد أن يكون موجوداً بالفعل، لكن يأتي إشكال: إذا كان موجوداً فلماذا لا يُرى وما الفائدة منه إذا كان موجوداً ولا نراه؟ وكيف نصل إليه؟
هنا نقول: إن هذه المسألة في الواقع لها نظائر، يقول العلماء إنّ وجود الإمام لطف للمكلّفين، وكيف يكون لطفا؟
أضرب لك مثالاً:
كل المسلمين يعتقدون بوجود الجنّة والنار فعلاً، أليس القرآن الكريم يقول «تلك الجنة التي نورت عبادنا من كان تقياً» وهكذا النار، ولا يوجد في المسلمين من يقدر أن يصل إلى النار أو الجنّة، فهل معنى هذا أنّ وجودهما عبث؟ لماذا الله خلقهما إذن؟ الجواب: إن الدار حالياً دار تكليف وليست دار عقاب أو ثواب وجزاء، فإذا أراد الله أن يحشر الخلق بعد ذلك فإمّا إلى جّنة وإمّا إلى نار، وفعلاً لا أحد يدخل إلى الجنّة وإلى النار، فما الفائدة من وجودهما مع إن جمهور المسلمين يقولون إنّ النار موجودة بالفعل وهكذا الجنّة ونحن لا نستطيع أن نصل إليهما، أليس وجودهما عبثاً؟
يجيبون بأنّ في وجود الجنّة والنار لطفاً للمكلّف، فالفرد المكلف المسلم إذا علم بوجود جنّة ونار فبطبيعة الحال يكون لذلك تأثير على سلوكه، فانه يخشى من هذه، ويرجو هذه ويأمل الوصول إليها مباشرة بعد الموت.
اللّطف يعني التقريب للهداية إذن يوجد فيهما لطف للمكلفين، والجواب ذاته يكون بالنسبة لوجود الإمام ففيه لطف للمكلف وإن لم يره.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية من قال نحن لا نراه؟ إنه يُرى لكن لا نعرفه. أليس المسلمون بأجمعهم يرون أنّ عيسى (عليه السلام) رُفع إلى السماء ولم يمت، ويذهبون إلى أنّ الخضر حي بإجماع المسلمين ويرى من قبل فئة خاصّة، إذن من يقول انه غير موجود أو لا نراه؟ نراه ولكن لا يعرف، طرحه الله عز وجل بين عباده، ويمكن أن يلقي رأيه مع آرائهم أو مع آراء العلماء من دون أن يُعرف، لذلك يذهب جمهور المسلمين تقريباً إلى هذا الرأي وهو أنّه موجود لكن لا نعرفه.
الجواب عن السؤال الثالث:
وعن الإشكال الثالث: إن طول العمر ممكن، وفعلاً إجماع المسلمين هو أنّ الخضر حي، ولا يقولون طبعاً أنّ الخضر حي بشكل طبيعي، يعني نحن لا نتكلّم في نطاق طبيعي بل في نطاق المعجزة فلا يوجد إشكال، فعندما نأتي إلى بعض المعاجز التي حدثت مثلاً، النطق الذي هو من سمات الإنسان ولا ينتظر من الجذع أو الشجرة أن تتكلّم ويخرج منها الكلام، بينما نقرأ في القرآن أنّ الكلام كان يخرج إلى النبي موسي (عليه السلام) عن الشجرة. فالمسلمون كلهم يروون، ولا نرويها نحن فقط بل المذاهب الإسلامية كلّها ترويها.
حينما يحن الجذع ويتكلّم لا تعتبره إشكالاً لأنّه معجزة لكن أن يطول عمر الإنسان تعتبره إشكالاً، لماذا؟ صحيح إن طول العمر غير طبيعي ونحن لا نقول أنه طبيعي بل معجز. إن كثرة الأحاديث التي تلزمنا بوجود الإمام المهدي (عليه السلام) تلزمنا بأن نوجّهها وليس أنّنا نشتهي ونأتي برواية خيالية ونبحث لها حلولاً. كلا، إن الروايات عن النبي تأخذ بعنقي وتجبرني على الإعتراف بوجود الإمام المهدي وتوجيهها وليس لها توجيه إلاّ هذا وهو أن يكون طول العمر على الإعجاز ليس إلاّ، وعادةً لا يعمّر الإنسان أكثر من العمر الطبيعي فإذا عمّر أكثر منه فلا بد أن يكون وضعه غير طبيعي ومعجزة، ويعني خروج عن الحدّ المألوف، وكلّ المعجزات هي خروج عن الوضع الطبيعي، فإمّا أن ننكر المعجزات كلّها، وإمّا أن نعترف بالبعض دون البعض الآخر فيصبح تحكّماً.
إن طول العمر بالنسبة للإمام إذن معجزة وليس أمراً طبيعياً، فإذا كان معجزة فلا يوجد إشكال إطلاقاً، كما اعتقد المسلمون بوجود الخضر وعيسى (عليه السلام) وأنّه رفع إلى الله ولم يمت فكذلك الإمام المهدي (عليه السلام).
وللإجابة عن التساؤل الآخر عن مردود فكرة الإمام المهدي (عليه السلام) على الأمّة وكونها تشل حركة الأمّة نقول: كلا، بل العكس لأنّ الذي جاءت الروايات وقالت أنّ المهدي موجود لم تقل: اترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أبداً واترك الجهاد. إن المسلمين بصورة عامّة يرون أنّ الأمر بالجهاد قائم، فإذا توفّرت شروط الجهاد يتعيّن عليهم أن يجاهدوا، وهكذا شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا توفّرت يتعين عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذن فكرة الإمام المهدي لا تشل حركتي ولا تقول لي إذا أردت أن تبني مصنعاً لا تبني، ولا إذا أردت أن تحرث أرض لا تحرثها أو تزرعها، ولا إذا داهمك عدو انتظره إلى أن يدخل بلدك أبداً، القرآن يأمرني باستثمار الطاقات ويأمرني في الوقت نفسه بالدفاع عن مقدّساتي، يأمرني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إذن فكرة الإمام المهدي (عليه السلام) ليس فيها إشلال لحركة الأمّة كما يتصور البعض أبداً. هذه كتب الإمامية، أنظر باب الجهاد، هل نسخ باب الجهاد من كتب الإماميّة؟ هل يقول فقهاؤها اليوم ان الجهاد معطّل أو إن حكمة قائم؟ طبعاً إن حكمه قائم، يعني إذا كان هناك شخص يظلمك فهل تقول رواياتنا إذا خرج صاحب الزمان يأخذ لك حقّك؟ يقول القرآن الكريم «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
إذن دعوى أنّ فكرة الإمام المهدي تشل طاقات الأمّة وتحولها الى كيان مسلوب الإرادة ينتظر أن يأتي شخص فيحلّ له مشاكله مغالطة صريحة، ولا توجد هذه الفكرة عندنا نهائياً.
الجواب عن السؤال الرابع:
نأتي إلى المردود الإيجابي فانّ فكرة وجود الإمام المهدي أساساً تعني فكرة وجود العدل، يعني أن الله عز وجل يريد أن يشعر العباد ويشدّهم إلى العدل شداً، يريد أن يشعرهم أنّ الظلم أمر غير مراد وغير طبيعي في الأرض، وأنّ كل ما يقع من ظلم لابدّ من تعديله. أن الإعتراف بوجود المهدي في الواقع يشدّنا إلى فكرة العدل والإستقامة والوقوف بوجه الظلم. إن معنى «يملأ الأرض قسطاً وعدلاً» هو أن الأرض لا تستقيم بدون عدل، ويتعيّن على المسلمين دفع الظلم. إذن ليس عندنا أي مردود سلبي في فكرة الإمام المهدي عجل الله فرجه خصوصاً بعد أن بلغت أحاديثها حد التواتر.
هذه فكرة مجملة أحببت إيرادها، وأنّ مردودها إيجابي وليس فيه أي لون من ألوان السلبيّة أبداً، وأنّها لا تتعارض مع إطلاق طاقات الأمّة، ونسأل الله أن يسدّدنا بالقول والعمل.
سؤال: هل هناك من رأي الإمام المهدي شخصياً؟
الجواب: توجد دعاوى، ولكن هذه الدعاوى وهم أم صحيحة؟ لا أستطيع أن أبت فيها، الله العالم، ممكن يوجد ممكن لا يوجد.
سؤال: هل تقوم حكومة إسلامية قبل ظهور الإمام المهدي؟ وكيف نقضي على الشبهة القائلة باستحالة قيام حكومة إسلامية قبل الإمام المهدي لأنه يظهر والأرض مملوءة ظلماً وجورا؟
الجواب: لا يوجد تعارض بين قيام حكومة إسلامية وبين وجود ظلم لأن الإنسان قد يظلم نفسه بقلّة عبادته واحترامها وقد يكون ظلماً للآخرين، فإذا نقول بأنّ الإمام يقضي على الظلم يعني ظلم الناس للناس، أمّا ظلم الإنسان لنفسه فان الإنسان يظلم نفسهدائماً، ثم إن الحكومة الإسلامية لا تملك الأرض كلها إذ إنها تكون في منطقة دون باقي المناطق، وهذه المناطق تكون مملوءة ظلماً، فعندما يقول الإمام أنه لا يظهر إلاّ والأرض مملوءة ظلماً فيعني أنه ليس على نحو الاستيعاب، أي ليس أن يكون في كل سنتيمتر في الأرض ظلم، وهذا من قبيل أن امرأة مسلمة دخلت أحد الأيام على النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله أريد أن أتزوج فلاناً، فقال لها: هذا لا يصلح لك، قالت: لماذا؟ قال: إنّه لا يضع عصاه على عاتقه، يعني انه في سفر دائماً، فليس معناه أنه لا يضع عصاه دائماً إذ انه حينما ينام يضعها، لكن هذه مبالغة، فلمّا يقول الأرض يعني أغلب أقسام الأرض.
سؤال: هناك رواية بأنّ الإمام المهدي يشابه اسم الرسول صلى الله عليه وآله ولسم أبيه يشابه اسم أبي الرسول ما مدى هذه الرواية؟
الجواب: هذه الرواية مفتعلة لأنّ الحديث يقول اسمه اسمي فقط وليس اسم أبيه اسم أبي فهذه مدّعاة وليس أساسيّة عند كل الفقهاء…

مسجد السيدة فاطمة الزهراء
عليها السلام