خرجت أمس الاول الدفعة الأولى من مهجّري حي الوعر في حمص بإشراف الشرطة العسكرية الروسية باتجاه مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة تدعمها أنقرة على الحدود السورية – التركية، في إطار اتفاق سيشمل أكبر عملية تهجير من حي واحد بعد استكمال تنفيذه، في وقت واصلت القوات النظامية التقدم شرق حلب و «قضم» مناطق «داعش» بين المدينة ونهر الفرات.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الاول باستكمال «عملية خروج أول قافلة من المهجَّرين من قاطني حي الوعر المحاصر وعناصر المعارضة، ما شمل ألفي شخص بينهم 400 عنصر في المعارضة المسلحة، إلى آخر حواجز القوات النظامية (في حمص) تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس».
ويُعتقد أن تنفيذ هذا الاتفاق جاء بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو، باعتبار أن جرابلس تقع ضمن مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي، فيما كانت إيران رعت أول اتفاق «تسوية» في حمص منتصف 2014. كما رعت طهران وأنقرة اتفاقاً آخر لـ «التسوية» بين بلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين من القوات النظامية و «حزب الله» في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل إسلامية معارضة في ريف إدلب.
وقال طلال البرازي، محافظ حمص، في تصريحات أمس الاول، إن القوات النظامية السورية والشرطة العسكرية الروسية أشرفت على الإجلاء، موضحاً أن مغادرة عناصر المعارضة بالكامل حي الوعر ستستغرق نحو ستة أسابيع. وتابع أن الواقع على الأرض يشير إلى أن الأمور ستسير على ما يرام.
وذكر «المرصد» و «مركز حمص الإعلامي» المعارض أنه بمقتضى اتفاق الوعر سيغادر بين عشرة آلاف و15 ألفاً على دفعات خلال الأسابيع المقبلة، وأن العملية ستكون بعد استكمالها أكبر عملية إجلاء منذ اندلاع الحرب من حي واحد في سورية، علماً أن حي الوعر يقطنه نحو 40 ألف مدني وأكثر من 2500 عنصر مسلح. ويأتي الاتفاق بعد آخر لم ينفذ بالكامل بين الحكومة وجماعات معارضة في الوعر الذي تعرض لضربات جوية في الأسابيع الأخيرة. وبموجب الاتفاق «سيتم نشر كتيبة عسكرية روسية من 60 إلى 100 شخص بينهم ضباط روس في حي الوعر بعد استكمال خروج المسلحين، وتتلخص مهماتها في مراقبة تنفيذ مراحل الاتفاق بدقة وضمان التزام الأطراف بها ومعالجة الخروقات والإشراف على عودة الأهالي والمهجرين إلى حي الوعر، وكذلك عودة المهجرين الموجودين حالياً في الحي إلى منازلهم في أحياء حمص الأخرى».
روسيا ترعى تهجير سكان الوعر في حمص إلى حدود تركيا
Related Posts
تأثيرات سورية علي الحال اللبنانية