بقلم هاني الترك OAM
تقول دراسة نُشرت في مجلة Social Indicators Research ان الناس التعساء يشاهدون التلفزيون اكثر من الناس السعداء الذين يقرأون الصحف.. الناس السعداء يقضون الوقت في القراءة وزيارة الاصدقاء او التردد على دور الكتب.. بينما تصيب مشاهدة التلفزيون الناس باليأس والسعادة المؤقتة القصيرة ولها تأثير سلبي على الأمد الطويل.. وقراءة الصحف والكتب تمنح الناس السعادة والمتعة والمعلومات.
قبل وصول الفضائيات والانترنيت والتلفزيون كان افراد العائلة يقبلون على القراءة ويتحاورون ويناقشون ما يجيء من اخبار بتوسع في الصحف والمواضيع التي تثيرها الكتب.
كانت تعقد ندوات ثقافية بين الناس وخصوصاً الذين يقرأون الكتب ويجرى النقاش في المواضيع الادبية والفكرية حتى الفلسفة التي تعتبر أم العلوم والتي فقدت دورها الريادي هذه الأيام واصبحت تدور حول فلسفة العلوم.
نجم العزوق عن الثقافة والقراءة هذه الايام تعثّر الاخلاق العلمية مثل الصدق والامانة والاخلاص والوفاء وعمل الخير وغيرها من صفات الاخلاق العلمية.. وعدم التسلّح بالثقافة نجم عنه الانحراف وارتكاب الجرائم سواء الاعتداء الجسدي او الجنسي او السرقة او السطو المسلح حتى جرائم القتل.
ان الجهل هو عدو الانسانية رقم واحد..وكم من المثقفين غير متعلمين وكم من المتعلمين غير مثقفين ..وقال الشاعر المتنبي في القرن العاشر الميلادي للعرب: «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. ونسبة القراءة في العالم العربي 4 في المئة، والنسبة في استراليا والعالم الغربي 80 في المئة.. اذ ان العربي يقرأ نصف صفحة كل عام في حين ان القارئ الغربي يقرأ 13 كتاباً كل عام.. ومن ثم نحن في حاجة الى ثورة ثقافية.. نجم عن الجهل التكالب على المادة والافتقار لأهم كلمة تربط بين البشر هي المحبة.. محبة الله والانسان وفعل الخير.
لقد انشرح صدري حينما قرأت ان بعض المثقفين اصبحوا يجرون الندوات الثقافية في النوادي من اجل احياء التقاليد الماضية بالقراءة المشتركة ومناقشة كتاب كل اسبوع بعد قراءته.. حتي انهم يتحاولون حول فرع من المعرفة اصبح يتناوله المتخصصون وهو الفلسفة.
ان الانسان المتحضر هو الذي يقرأ ويتمعّن ويفكر ويتثقف ليتسلح بالمثل والقيم والمبادئ والمعرفة.. وخصوصاً في عصر العلوم والتكنولوجيا.. عصر عبادة المادة وضياع الاخلاق.. فالسعداء هم الذين يقرأون .