خلال مؤتمر صحفي شن الرئيس السابق للخزانة الفيدرالية الدكتور كين هنري حملة انتقادات الى النظام السياسي ووسائل الاعلام اللذين تسببا بحالة من الخلل وشل حركة الاصلاح السياسي في البلاد.
وقال المدير العام الحالي للبنك الوطني (NAB) خلال المؤتمر الذي عقد في كانبيرا ان السياسيين حفروا لأنفسهم خنادق عميقة يطلقون منها وابلاً من الاهانات والشتائم غالباً ما تسبّب الاحراج. وقال ان محاولة اكتساب الشعبوية هي بمثابة الذخيرة لهم. وان المشهد العام ينشر على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي طوال 24 ساعة وخلال الايام السبعة من الاسبوع، وان البلد التي يريدها  الشعب الاسترالي اصبح صعب المنال من هذه الخنادق.
ولفت الدكتور هنري ان الوضع السياسي اليوم يتناقض مع السياسات السابقة والناجحة، رغم ان المزاحمات السياسية أنذاك كانت في أوجها وشهدت خصومات حادة لكنها وطنية بمجملها.
كان زمن شهدت خلاله النزاعات القبلية داخل الاحزاب الكثير من التوتر لكن جرى قيادتها بحكمة، وبدا المحيط السياسي نابضاً بالعمل السياسي الناشط والخلاق. لكن خلال العقود الماضية تحوّل كل مشروع لتطوير البنى التحتية مادة للنزاع السياسي.
وقال الدكتور هنري ان البرامج السياسية خلال الحملة الانتخابية الفيدرالية الاخيرة خلت من اي مشروع سياسي هام لدى الإئتلاف والعمال وحزب الخضر. ولفت انه خلال السنوات العشر الماضية كل محاولات الحكومة لاصلاح النظام الضريبي في البلاد باءت بالفشل. لذا نشهد اليوم استمرار النزاعات على الصعيد الاقتصادي والبيئي، وان الخطاب الاصلاحي الذي سمعناه في مراحل سابقة جرى دفنه واستبدل بخطاب التخويف والغضب . انه خطاب لا يشرح حقيقة الامور بل يهدف الى المزيد من التضليل والترهيب.
وحذر الدكتور هنري ان الابحاث التي اجراها البنك الوطني (NAB) ان نسبة عالية من الاستراليين هم قلقون على مستقبلهم، فيما اعرب واحد من اصل خمسة ان لاستراليا نظرة مستقبلية وتخطيط واضح.
وقال ان العمل من اجل مستقبل ناجح هو مسؤولية مشتركة بين الحكومة ورجال الاعمال والمؤسسات المصرفية ، وان المشاريع التجارية والمبادرات الاستشارية تساهم في بناء مستقبل افضل لاستراليا.
واشار الى اربعة تحديات سياسية تتطلب اهتماماً عاجلاً وهي حاسمة في عملية بناء مستقبل استراليا كما يريدها الاستراليون وهي التالية:
< التخطيط للنمو السكاني القوي والذي يتجه ايضاً نحو الشيخوخة.
< وضع اطار عملي للتخفيف من التغيرات المناخية وضمان الطاقة.
< الاستفادة القصوى من «القرن الآسيوي» .
واكد ان الشعب الاسترالي يطالب القيادة السياسية وجميع قادته في مجالات الاعمال التجارية والانتاجية. وفي المجتمع الاوسع بوضع التزام مشترك من اجل التعاون لرسم رؤية واضحة لمستقبلنا.