بقلم ابراهيم براك – سدني
عندما وقف الشيخ سامي الجميل وقال لهم في 18 اب 2016 ان مكب الكوستا برافا سيجلب الطيور وسيعرض الملاحة الجوية للمشاكل والخطر, قالوا لنا, ان رئيس الكتائب يزايد ويعرقل خطة الحكومة!!… فماذا يقول اليوم أصحاب العقول النيرة والأيادي البيضاء والخبراء والوزراء, الجدد منهم والقدماء على السواء؟
هذه هي النتيجة الحتمية لمسار الفساد مسار” مرقلي تمرقلك”, الذي اصبح اليوم “كشلي تكشلك” و”زمرلي تطبلك”…
هذه هي النتيجة الطبيعية لمخالفة أحكام الطبيعة وكل الاتفاقيات الدولية البيئية…
عندما وقف شباب الكتائب وقالوا لا ” لردم البحر” ولا ” للفساد والسرقات”, كانت غالبية الأحزاب تتضامن مع بعضها في السر والعلن لتكبل اعتصامهم في برج حمود وتمنع الكتائب من تحقيق أهدافها النبيلة لوقف العمل بخطة الزبالة التي لا توصف إلا “بزبالة الخطة”…ولكي يمنعوا النائب سامي الجميل من متابعة مسار فضح صفقاتهم ومنظمة ومنظومة فسادهم, كانت النتيجة المعروفة أن الجميع وقف متفرجا على اعتصام شباب الكتائب, صموا آذانهم وصمتوا, كما منعت الايادي والشاحنات من رفع ونقل النفايات من الطرقات ومن بين المنازل للضغط على حراك الكتائب وتحميلها مسؤولية ما يحدث لكي ينسى الناس الأسباب الجوهرية التي أوصلتهم إلى هذه الحالة…فما كان من الكتائب إلا أن رفعت اعتصامها بعد أن حققت هدفا ثمينا من أهدافها وهو تعزيز خيار اللامركزية بموافقة الدولة المركزية على عدم الاعتراض كما تسهيل إنشاء معامل الفرز والتخلص من النفايات وفي اي منطقة ترغب بذلك…
واليوم انتفض حزب ” النوارس البيضاء”, انتفض ضد مافيا الفساد, ضد سوادهم وفسادهم.
لم تستطع الدولة فعل أي شيء, فكان رد فعلها , فعل وافتعال حرب ضروس على النوارس.
النوارس البيضاء, لا ذنب لها إلا أنها استفادت من طمع المافيا وذنوبها ,استفادت من أخطاء وخطايا خطة النفايات بحق البيئة والمياه والسماء والوطن والناس…
يشنون حربا همجية بدأت بالطرق الولاّدية, فراقيع وزمامير, ومن ثم عقدوا اجتماعا على أعلى المستويات, واطلقوا خطة استراتيجية تتبع في الدول”المتقدمة” , صفارات وانذارات دفاع استباقي مرفق ببيان رقم واحد وطالبوا كل خبراء “كشاشي الحمام”, للالتحاق بالمطار والركض وراء النوارس وطردها من مدرجاته, وطبعا فصل لواء آخر الى مكب الكوستا برافا لمطاردة النوارس من مدرجات هضاب النفايات…
وبما أن استراتيجتهم الدفاعية فشلت, اعتمدوا استراتيجية هجومية واعلنوا الحرب العالمية الثالثة على العدو, على طائر النورس, كاشف خططهم و معرقل مسارهم, فاستدعوا احتياط “القناصين”, وانطلقت الرصاصات المركزة على أجساد الطيور البيضاء لحرقها بسواد قلوبهم, فكانت المجزرة قتلا وذبحا واجراما…أما النتيجة فهي بعلم الغيب؟ وقد يقولون لنا غدا “لو كنا نعلم”…
ماذا بعد؟…وما هي الخطة المستقبلية؟…هل سترحل النورس ويحل حزبها ويعتقل افرادها في سجون الهمجية والقمع التعسفي؟
وهل سيعود الكوستا برافا لاستقبال النفايات في ربوعه الجميلة؟… إن غدا لناظره قريب…
وبكلمة نقول, نقول للشيخ سامي, كان معك حق عندما استقالت الكتائب من حكومة “مرقلي تمرقلك”, وكان معك حق عندما رفضت الكتائب دخول حكومة “كشلي تكشلك”, … والحق معك وباقي معك ومع الكتائب, لان الكتائب لا تساوم على مصالح الناس, ولا تعمل إلا لخدمة لبنان وشعبه وبيئته ومصلحته في كل مكان وكل زمان…