بقلم هاني الترك OAM
بعيداً عن الجنس فإن جسم الانسان نبع جمال ومصدر إلهام وتأمل وحياة.. وقد الهم ذلك القدماء من الفنانين والكتّاب.. فترى منذ عهد الاغريق ثم الرومان التماثيل المجسدة لمفاتن جسم الإنسان.. وخصوصاً جسد الرجل الذي يعتبر اكثر كمالاً لجمال الانسان من المرأة.. مع انه طالما تغزل الشعراء والفنانين بجمال وفتنة وجسد المرأة ولكن يعود ذلك الى الانجذاب الجنسي والحب العاطفي وليس مثل جمال الكمال في جسم الرجل.
على اي حال انه لكل من جسم الرجل والمرأة جماله الخاص به ويتوقف ذلك على المنظار الذي تطل منه على الاحساس بالجمال.. وانطلاقاً من هذا الفن القديم فقد ابتدع مخرج استرالي فناً جديداً يستعرض الجنسين معاً في رقصات فنية على انغام الموسيقى الخالدة في متحف الفن في نيو ساوث ويلز.
انه فن مزيج من الاحساس القديم والجديد بأسلوب مبتكر اذ تقوم الشابات والشباب بأداء رقصات فنية رائعة وهم عراة على انغام موسيقى بيتهوفن وباخ وفاغنر وفي ظل صور تاريخية لأعظم لوحات لعظماء التاريخ مثل بيكاسو وفرويد وفان جوخ.. وينتقل الراقصون من غرفة الى غرفة في المتحف والتي تضم صوراً ولوحات تاريخية اخرى وبموسيقى متغايرة متنوعة ملائمة لها كما هو معتاد في المسارح.. اذ ينتقل المشاهدون معهم وهم بالطبع لا يجلسون على مقاعد.. وهم ايضاً عراة.. في فن جامع شامل بنشوة الموسيقى وجمال حركات الرقص.. وحرية التعرية.. ولوحات الفن العريقة. والتجول في فنون التاريخ فن غريب عجيب.. ولكن قبل كل شيء وبعد كل شيء لون من الفنون الراقية الابداعية مع ان البعض قد يظن انها هابطة بسبب الاجساد العارية.