اجرت «التلغراف» اتصالاً مع وزير الهجرة بخصوص موجة الانتقادات الموجهة اليه بشأن تعليقاته حول الجالية اللبنانية المسلمة وجاء الرد التالي منه:
كما تناقشت واياكم، انني بصراحة اشعر باشمئزاز من التحريف المتعمد لكلامي بخصوص الجالية اللبنانية الاسترالية. لقد تعمّد زعيم المعارضة بيل شورتن تحقيق مكسب سياسي عن طريق التحايل، وهذا مسيء للمجتمع ولن اتسامح مع هذا التحريف.
لقد ضمنت رسالتي الالكترونية النص الكامل لما قلت، وبالامكان قراءته انني تحدثت بحرارة حول المساهمة الرائعة من قبل الجالية اللبنانية الاسترالية. وانا لم انتقد عامة ابناء الجالية بل انتقدت القلة الضئيلة ممن انخرطوا بنشاطات مرتبطة بالارهاب. وهذا مثير للقلق لأن انخراطهم بالارهاب والاعمال المرتبطة به يسيئون الى المساهمة الكبيرة لما يزيد على 200 الف استرالي من اصل لبناني ساهموا في بناء وازدهار استراليا.
لقد استفادت استراليا بشكل كبير من الهجرة اللبنانية. لكن على مرّ السنوات جرى توثيق بعض القضايا من العمليات التي اسفرت عن عدد قليل تسبب بتشويه الصورة الناصعة للجالية اللبنانية.
كما تعلمون، انا معجب للغاية بروايات النجاحات التي خطها لبنانيون استراليون واتطلع الى مواصلة العمل بشكل وثيق معكم ومع جاليتكم.
وهذا هو النص الحرفي لمداخلة داتون في البرلمان.  السيد داتون (نائب منطقة ديكسون، وزير الهجرة وحماية الحدود) الساعة 15:09 «اشكر زعيم المعارضة لسؤاله هذا. ان النصيحة التي لدي تشير انه من اصل 33 شخصاً ادينوا بارتكاب جرائم تتعلق بالارهاب في هذا البلد، 22 من الجيل الثاني والثالث هم من خلفيات اسلامية لبنانية. وانا لن اسمح لأناس يعملون بجد ونفذوا كل ما هو صحيح وملائم لهذا البلد وساهموا مساهمة طيبة لازدهاره واحسنوا تربية ابنائهم ان تحددهم مجموعة صغيرة يرتكبون الخطأ وجرى ادانتهم باعمال الارهاب او شاركوا في جرائم مختلفة.
فإن اراد زعيم المعارضة توجيه النقاش بطريقة او اخرى وتزويره لغير خير استراليا والا يكون صادقاً مع ما يتعلق بهذه القضية، فهذه هي مشكلته. نحن نفعل ما في وسعنا من خلال مؤسساتنا الاستخباراتية وبواسطة وكالات حماية الحدود للتأكد اننا نكتشف كل الجرائم (الارهابية) قبل وقوعها ولضمان تعطيل هذه المخالفات الارهابية، خاصة قبل وقوعها. لكنني لن اخجل من ذكر الحقائق انني امتدح جميع من هاجروا الى استراليا من مختلف انحاء العالم. اناس قدموا من فيتنام وآسيا ودول اوروبية دمرتها الحرب، اناس هاجروا من لبنان ودول اخرى. العديد منهم بنوا هذه البلاد خلال عقود ويستحقون المديح. لكنني بالمقابل سأشيِر صراحة الى من يرتكبون الاخطاء.
وان ادعينا عكس ذلك، برأي اننا نزيد المشكلة تفاقماً.
من الصعب جداً التعامل مع زعيم المعارضة هذا عندما يرأس حزباً يعتمد سياسة فاشلة تتعلق في الشأن العام في تاريخ استراليا، عندما سمحوا بوصول 50 الف طالب لجوء غير شرعي على متن 800 قارب الى هذه البلاد. لقد اعدنا التوازن الصحيح من خلال سياسة الهجرة التي نعتمدها الآن. فنحن نقبل سنوياً 18،750 شخصاً يدخلون البلاد ضمن برنامج اللاجئين والقضايا الانسانية. ولدينا ما يقارب 200 الف مهاجر سنوياً ونحن نطبق احد افضل البرامج المعتمدة في العالم وهو يمنح فرصة جديدة لأناس لكي يبدأوا حياتهم من جديد ونريد لهم ان يحققوا ذلك في مجتمع آمن. وانا لا اريد لأحد، ممن انتظروا طويلاً او وصلوا حديثاً الى بلدنا ان يتعرضوا للأذى. لا اريد اعمالاً ارهابية تنفذ في بلادنا. ولا اسمح لأحد ان ينفذ اعمال الابتزاز وغيرها من الجرائم في اي بقعة من هذه البلاد. انا لا اريد ذلك. اريد بلداً آمناً وسأعمل على تحقيق ذلك من خلال حقيبتي الوزارية لأكافح كل هذه التهديدات.
انا لا يهمني ما هو صحيح سياسياً. هذا هراء اترك لزعيم المعارضة ان يتابع انخراطه به. اريد ان اضمن الاستقرار في هذا البلد لأناس يبحثون عن فرص جديدة وعلينا ان نوفرها لهم. نقدم خدمات الدعم والتعليم والاسكان، ومعظم الناس يستفيدون عن جدارة من ذلك. لكن من لا يفعلون ذلك علينا على ضوئه ان نعيد تقييم اخطائنا وتصحيح المشاكل وان نضمن المستقبل الزاهر لبلادنا.