قال وزير الهجرة بيتر داتون في البرلمان إن حكومة مالكولم فرايزر الاحرارية في السبعينات من القرن الماضي قد ارتكبت خطأً بقبول المسلمين اللبنانيين وان استراليا تدفع اليوم ثمن الاخطاء من تلك السياسة اذ ان 22 مداناً بالارهاب من اصل 33 مداناً هم من الجيل الثاني والثالث من اللبنانيين المسلمين الاستراليين مضيفاً انه يجب عدم اطلاق هذا الوصف على الجالية اللبنانية المسلمة بسبب قلة من المتطرفين.
ودافع رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل عن داتون في البرلمان وقال ان حزب العمال يهاجم داتون لأنه يحسده على نجاحه في منصبه لأنه وزير هجرة ملتزم وفعال وعطوف وان الحزب هو المسؤول عن فشل حماية الحدود اثناء تقلده سدة الحكم.
غير ان وزير الهجرة العمالي السابق طوني بورك قال ان تصريح داتون يقسم الأمة الاسترالية ويجعل الجالية الاسلامية اللبنانية هدفاً للتجريح.
وكذلك فإن زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي اعرب عن مخاوفه بشأن تعاطي الحكومة الفيدرالية المستقبلي مع سياسة التعددية الحضارية بعد تصريحات داتون.
وقال دي ناتالي ان تصريح داتون بأنه ما كان يجب احضار المهاجرين بسبب خطايا ابنائهم او احفادهم وانهم يسرقون وظائف الاستراليين يخلق ذلك التقسيم في المجتمع ولا عجب ان بعض المهاجرين يتعرضون للنقد والتجريح الآن.
وقالت عضو حزب الخضر في البرلمان سارا هانسون ان داتون عنصري وكذلك وصف عضو حزب الخضر نيك ماكيم داتون بالعنصري وطلب من تيرنبل بطرده من منصبه. واتهم رئيس مجلس الجالية الاسلامية اللبنانية سمير دندن داتون بالعنصرية مشيراً الى ان حكومة تيرنبل تشن حملة تخويف ضد المسلمين من اجل مكاسبها السياسية.
واصدر مجلس الأئمة الفيدرالي بياناً اكد فيه انه لا يجب تشويه اي جالية بسبب اخطاء البعض متهماً الحكومة بالتنصل من مسؤوليتها.
ويبدو ان هناك انقساماً بين البرلمانيين في الحكومة اذ ان النائب المعتدل ترامب زميرمان انتقد الوزير داتون في حين ان النائب المحافظ مايكل سكر ايد تصريحات داتون. وانتقد الزعيم العمالي شورتين تصريح داتون وقال انه يعرقل جهود مكافحة الارهاب اذ ان ابناء الجيل الثاني والثالث من المسلمين اللبنانيين عملوا بجهود من اجل بناء استراليا وهم مدرّسون وعناصر في الشرطة ومقاولو بناء وسياسيون وفوق كل ذلك فإنهم استراليون.
وقالت الصحافية ميراندا ديغاين في مقال مستفيض لها امس الاول في صحيفة الدايلي تلغراف ان داتون قال الحقيقة اذ ان فرايزر كان يهدف بما اسماه بـ Lebanese Concession مساعدة اللاجئين المسيحيين مغادرة لبنان اثناء الحرب الاهلية اللبنانية ولكن تمكن من خلاله دخول 90 في المئة من المسلمين الكثير منهم من السنة وعائلات كبيرة وجيرانهم من المناطق الريفية في لبنان والأكثرية من 12،000 شخص منهم استقروا في جنوب غرب سيدني معظمهم اميون وعائلات كثيرة بعضها مؤلف من 18 فرداً وطلبات تقدمهم للهجرة كانت معقدة ومحاولتهم متعمدة لإخفاء المعلومات وتغييرها.
وتمضي ديفاين في القول ان هذه هي الحقيقة غير المرضية التي نعرفها منذ 40 عاماً ولا نتحدث عنها وخصوصاً من قبل وزراء الهجرة الى ان اعترف داتون بخطأ فرايزر وقال الحقيقة ويجب فتح الحوار الأمين بالقضية.
وتمضي ديفاين في القول ان المدانين بالارهاب ليسوا من اللبنانيين المسيحيين ولا الفيتناميين البوذيين وليس من الصوماليين المسلمين الخ.
فإن استراليا تضم نسبة اعلى من الجهاديين المسلمين مقارنة بالدول الغربية: فقد تم القبض على عدة استراليين في لبنان لاتهامات بالنشاطات الجهادية.
وقال الباحث في جامعة موناش اندرو زاميت عام 2012: لا يمكن تعميم تصرف عشرين من الجهاديين على 70 الف من المسلمين اللبنانيين في استراليا.
ويضيف زاميت بينما 20 في المئة من المسلمين الاستراليين هم من اللبنانيين فإن نسبة 60 في المئة من المتهمين بنشاطات جهادية هم من الاستراليين اللبنانيين المسلمين.
وتضيف الصحافية ديفاين ان المعظم من الاستراليين اللبنانيين المسلمين يطيعون القانون وغير عنيفين ولكن على الحكومة ان تكون حذرة ومدققة في برنامج الهجرة بتجنب اخطاء حكومة فرايزر عام 1976.
وفي وقت لاحق في البرلمان دافع النائب الاحراري اندرو لاينغ عن تصريح داتون وقال ان الحوار المفتوح حول الهجرة يجب الا يخشى التعرض للقضايا الشائكة الحساسة وبصرف النظر عن الاعتبارات الدينية او الاثنية.

تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك

يجب ملاحظة ان هؤلاء الارهابيين هم استراليون ولدوا ونشأوا في استراليا وهم نتاج المجتمع الاسترالي حيث لجأوا الى الارهاب لاسباب تربوية اجتماعية مثل عدم الشعور بالانتماء للمجتمع الاسترالي والمعاناة من البطالة والافتقار للتعليم والتمييز العنصري وعداء اجهزة الاعلام.
ولكن داتون ضحية التعميم ولا يجب التعميم اذ ان مثل هذا الكلام في البرلمان يخلق التفرقة والتقسيم في الوقت الذي يجب ايجاد ارضية مشتركة Common Ground تجمع ولا تفرق.. فإن الجالية اللبنانية الاسلامية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسترالي.. وعدد كبير من ابنائها تقلدوا مناصب عليا في المجتمع.
فقد تعرضت في الماضي الجاليات الايطالية واليونانية والفيتنامية الى aاذ اندمج افراد هذه الجاليات في المجتمع الاسترالي.. ولا بد ان تمر هذه المرحلة العصيبة من حياة الجالية لذلك اشجع ابناء الجالية الاسلامية اللبنانية على الاندماج في المجتمع الاسترالي والانخراط في صفوفه مع الحفاظ على ديانتهم وتقاليدهم وثقافتهم العربية اذ اننا نعيش في ظل مجتمع متعدد الحضارات والثقافات.