بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

عطفاً على ما نشرناه امس في هذه الزاوية عن تصريح بيتر داتون غير المسؤول ، نجد اننا في مأزق سياسي على مستوى الهرم في استراليا، ورغم اتهام زعيم المعارضة بيل شورتن رئيس الوزراء «بالغبي والجاهل» نجد ان تيرنبل ما زال يرى في داتون وزيراً متميزاً. هناك مشكلة حقيقية في الأداء السياسي الاسترالي اذ يبدو ان «الترامبية»، نسبة الى ترامب، بدأت تتغلغل بسرعة داخل حزب الاحرار متجاوزة مواقف بولين هانسون حتى قبل ان يتسلم دونالد ترامب مهام الرئاسة في كانون الثاني المقبل. ولكن هل نستطيع نحن ان نكون ترامبيين؟ وهل ما يصلح في الولايات المتحدة، يصلح في استراليا؟
لا يجوز ان يحصي وزير الهجرة 22 شخصاً من اصل 33 ارهابياً وينال من عشرات الآلاف من المواطنين بسبب هؤلاء البضعة عشر شخصاً، واذا كان الأمر كذلك فكل المجموعات التي يتشكل منها المجتمع الاسترالي بما فيها الانكلوساكسون تضم اعداداً من الخارجين على القانون، فهل يجوز ان نحمّل هذه المجموعات كاملة مسؤولية تصرّف بضعة عشر شخصاً.
فمن غير المسموح لرجل في سدّة المسؤولية، وفي هذه الظروف الحسّاسة التي يمرّ بها العالم. ان يطلق توصيفاً غير مسؤول بحق شريحة كبيرة من المجتمع لها دورها وعطاؤها، فهذا لا يليق بدولة تعتبر نفسها السباقة في الحفاظ على كرامة الانسان.