كندة سمارة – ملبورن

تابع العديد منّا الانتخابات الأمريكية، وكنت واحدة منهم فلي أحباء كانوا قد غادورا سوريا لأنهم لا يستطيعون البقاء فيها وهي تتمزق… ربما لا يعني الكثيرين فوز ترامب او كلينتون، لكن التهديد السابق لترامب، والذي قد يكون دعاية تسويقية ليس أكثر، جعل الكثيرين في حالة تأهب.
على ما يبدو أن المجتمع الأمريكي لم يجد خياراً أفضل من اللجوء للحزب الجمهوري، وذلك تطبيقاً منه للمثل القائل «الكحل أحسن من العمى،» مفترضاً بذلك طوق النجاة بعد الدوامة السياسية التي وجد الأمريكيون أنفسهم فيها بسبب السياسات السابقة. سأم الأمريكيون من الشعارات الباهتة، فبحسب رأي المؤيدين لترامب، لو كانت كلينتون ترغب بتقديم أي جديد لأمريكا لكانت قد قدمته قبلاً، هذا بالإضافة إلى ماقامت به من أكاذيب… بينما يرى المؤيدين أن ترامب قد لامس رغباتهم وتطلعاتهم فهو، وبحسب قوله، سيرفع من اقتصاد أمريكا، وسيحسن من الأحوال المعيشية للمجتمع.
المشكلة تكمن بأن فوز ترامب بيّن وبشكل واضح عمق الهوّة في المجتمع الأمريكي، فالطرف الغير مؤيد لترامب أصبح يعيش في حالة ترقب وخوف من الاخر… الخوف من المصير المجهول… فأمريكا التي كانت بالنسبة لهم رمز العدالة والمساواة في الحقوق، أصبحت تحت تهديد من انتخبوه لأنهم سيعادون أي أحد سيخالفهم في الرأي، واللون، والهوية، والعرق، وحتى الدين، رافعين شعار «دعونا نستعيد أمريكا.»
في جميع الأحوال أُعلنت النتائج بفوز دونالد ترامب ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الامريكية. بحسب بعض المحللين لم يكن الرئيس دونالد ترامب ليفوز لولا ضعف وهشاشة منافسته التي خسرت للمرة الثانية أمام مرشح لاخبرة له ابداً في المعترك السياسي. بينما ذكر محلل آخر «من الغريب حقاً كلما زادت هفوات ترامب كلما زادت شعبيته،» حيث لم تشهد أمريكا تاريخياً أي حرب كلامية، ومناظرات انتخابية «سوقية» وتسويقية كهذه.
لطالما علمتنا الانتخابات الأمريكية أن ندرك ونفهم معنى الديمقراطية، إلا أنها في هذه المرة أضافت درساً جديداً في فهم فن التسويق، وكما قال البجيرمي «تخيّل يرعك الله.»