بقلم / لميس الطوبجي
ترنُّ أجراس العيد معلنةً اقترابه .. و حسبَ معاجم اللغة فإنَّ العيد هو يوم سرور يُحْتَفَلُ فيه بذكرى حادثةٍ عزيزةٍ أو دينية .. وفي ذكرى فداء اسماعيل وفي اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام وبعد انتهاء وقفة يوم عرفة يحتفل المسلمون بعيد الأضحى .. وهو عيدهم الكبير و يوم سرورهم ..
يتقرَّب المسلمون من الله في هذا العيد بذبح الأنعام, ويقومون بتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء والمحتاجين …. ترن أجراس العيد في سورية .. عيد بنكهة الحرب لا نكهة الحلوى اللذيذة ..
يرتدي الأطفال ملابس قديمة لا جديدة .. ويطوفون حول الأراجيح والألعاب بحثاً عن لحظة سعادة ..
قليلون في سورية من لا يزالون يستطيعون تقديم الأضحية نظراً لارتفاع أسعار المواشي ..
قليلون من يقدمون الأضحيات .. كثيرون من يقدمون التضحيات … لا تُفَرِّقُ القذيفةُ بين إنسان وآخر .. ولكنها ربما تدفعُ الغنيَّ كي يسافر مبتعداً فتعفيه من دفع ضريبة البقاء في الوطن .. أما الفقراء الذين لا يملكون ثمن خروف العيد فهم أكثر من يدفع ثمن الحرب .. مبلغ لا يدفعوه من أموالهم وراحتهم وأوقاتهم فحسب .. بل يكون الثمن أغلى ليطال حياتهم وحياة أبنائهم وحياة منازلهم وذكرياتهم..
أضحية وتضحية .. ربما ليس عبثاً أن تتشابه الكلمتان .. والشعب السوري بات عاجزاً عن تقديم الأضحية لشدة ما قدم التضحيات .. تضحيات دفعها بصورة إجبارية لا اختيارية .. في سبيل التقرب من الوطن ..
كان السوريون فيما مضى ينتظرون سماع صوت المدفع ليقولوا « ثبتوها» أي أثبتوا ميعاد العيد .. تختلط أصوات المدافع اليوم … ولا مدفعَ واحداً منها يثبت العيد الحقيقي …كل المدافع اليوم متشابهة ولا تدفع إلى القلوب سوى الموت والخوف والقلق ..
يسأل السوريون أيان العيد الحقيقي ؟؟ عيدٌ تعود فيه بلادهم كما كانت كمنزل دافئ وحنون وكبير .. كمنزل الجد والجدة لكل العرب .. يسألون متى تصمت أجراس عيد التضحية ؟؟ ومتى يحتفلون من جديد بعيد الأضحى ويقدمون الأضحيات, فقد سئموا أن يكونوا مجرد أضحية في يد الحرب ؟؟..