lamis1لميس طوبجي-سيدني

داخل سجنها الانفرادي تعاني غزَّة .. مدينةٌ في جنوب غرب فلسطين .. يحدُّها الحرمان من جهاتها الأربع .. فتتنفَّس عبر خاصرتها .. من البحر الذي يؤنس وحدتها..
منذ تسع سنواتٍ تعاني غزة من حصار خانق عطَّل مصانعها وزاد نسبة البطالة فيها .. تسع سنوات عجاف مرَّت على غزة , فلا أدوية تكفي لعلاج أبنائها ولا طعام يسدُّ رمقها.
موادُ البناء .. والسلعُ الأساسية .. والمحروقاتُ جميعها غير متوافرة ..
وحدها الشمس كانت منارة الإبداع والاختراع .. وحدها الشمس كانت الزائرة الدائمة للقطاع المحاصر.. داخل غزة وداخل جامعة الأزهر تمكَّنَ طالبا الهندسة الميكانيكية الشابان جمال الميقاتي وخالد البردويل من صنع أول سيارة في فلسطين تعمل على الطاقة الشمسية بثلاث عجلات .. وتقوم فكرة عمل السيارة على استخدام الطاقة الشمسية الموَلَّدة من الخلايا الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية تسمح للسيارة بالتحرك دون الحاجة إلى استخدام مشتقات النفط فضلاً عن تزويدها بخاصية الشحن الكهربائي.
لم تكن المهمة سهلة .. فمن نقص الخبرات على المستوى الفني والعلمي إلى انتظار وصول القطع لتركيب السيارة أو اللجوء إلى إعادة تصنيعها حين يصعب إدخالها، كاضطرارهم إلى إعادة استخدام محرك بسيط وإجراء تعديلات كثيرة عليه بحيث يستطيع العمل وفق مصدر الطاقة الجديد ..
تمرَّد الشابان على الصعوبات وعلى نقص الإمكانيات وساهما في حلِّ أزمة نقص الوقود ..
يطمح خالد وجمال إلى تطوير سرعة السيارة من 30 إلى 100 كم/ س وإلى زيادة حمولتها إلى أربعة أفراد بدلاً من واحد، والى تطوير السيارات التقليدية لتعمل على الطاقة الشمسية في سبيل تعزيز ثقافة الطاقة النظيفة ..
خالد وجمال لم يتجاوزا الثالثة والعشرين من عمرهما لكنهما تجاوزا الصعوبات والحرمان وقفزا فوق الحصار نحو الشمس ..