تفيد التقارير الدولية المعتمدة ان اكثر الناس في الكرة الارضية والذين يعانون من الاضطهاد والتعرض للإبادة الجماعية هم المسيحيون العرب. فقد انخفض عددهم في العالم العربي الى درجة دنيا لم تحدث قبل ذلك في التاريخ مع انها مهد الديانات السماوية وفيها يوجد التراث الديني – وقصة معاناة وكفاح ونجاح اللاجئ الآشوري اوكار رويل اعجبتني وهذا ملخص عنها.
ان عائلة رويل مسيحية آشورية وقد ادت معاناتها من الاضطهاد الديني في العراق الى اللجوء الى سوريا وهاجرت من سوريا الى استراليا عام 2012 حينما كان عمر اوكار 16 عاماً.. لم يكن يعرف الانكليزية اطلاقاً.. تسجل في المدرسة .. لقي من الطلبة نوعاً آخر من الاضطهاد وهو الاستقواء عليه بسبب افتقاره للتحدث بالانكليزية.. كان امامه خياران : إما الاستسلام او الصمود .. فإن حفنة من الطلبة الكادحين اطلقوا عليه لقب «مستورد» والأسوأ من ذلك كانوا يطلبون منه الخروج من الصف بسبب عدم استطاعته التحدث بالانكليزية.. ذهب الى المنزل محبطاً ممزقاً يفكر بالذي يفعله.. فكان في العراق وسوريا واحداً من الطلبة المتفوقين.. ولكنه الآن لا يستطيع فهم اي كلمة.. احتار مالذي يفعله: هل يواصل البكاء او يواصل الكفاح؟.. فاختار الطريق الشاق الذي يوصله الى النجاح.. اخذ يدرس الانكليزية.. يشاهد الفيديو ويقرأ اثناء دراسته في الصفين الحادي عشر وشهادة الثانوية العامة حتى اصبح كابتن مدرسة كوغراه الثانوية.. وقبلته جامعة سيدني للتكنولوجيا.. وبدأ دراسة علم الهندسة المعمارية.. فمنذ اليوم الثاني من لجوئه الى استراليا ذهب لرؤية الأوبرا هاوس.. والمعروف ان مصمم فن عمارة الاوبرا هاوس هو العالم الفذ الدانمركي جورن آتزون.. وحصل اوكار على بعثة دراسية ضمن خمسة طلبة جامعيين من الجامعات الاسترالية لإكمال دراسته في الدانمرك وهي موطن مصمم الاوبرا هاوس آتزون.. فإذا كان تمثال الحرية في نيويورك هو رمز للآمال وبداية جديدة للمهاجرين الاميركيين فإن سيدني اوبرا هاوس لها الانطباع ذاته عند اوكار والالهام ذاته.. فعندما يكون لديه وقت فراغ يذهب الى الاوبرا هاوس ويطلق العنان لفكره.. منذ ان شاهدها خلبت لبه .. ويزور خياله طموح كبير بأن يترك معالم من فنه على العالم مثلما فعل آتزون.
إن المنحة الدراسية التي حصل عليها اوكار هي ضمن برنامج التبادل الاسترالي الدانمركي المتعدد العلوم بهدف تقوية الروابط بين استراليا والدانمرك.. وقالت المديرة التنفيذية لـ سيدني اوبرا هاوس لويز هيرون ان الاوبرا هاوس هي تراث عالمي.. فإنها ثمرة ابداع جماعي متعدد العلوم في الهندسة المعمارية والهندسة المدنية وفن البناء. وهدف برنامج التبادل تواصل الارتباط العالمي وعبر الاجيال المتعدد العلوم حتى الجيل الجديد.
ويقول اوكار الذي يبلغ من العمر 21 عاماً الآن «انه يمكن لمئة شخص يعاملونك برقة وشخص واحد مزعج قبيح ان يترك اثره وجرحه لك ولكن لم ادعه ان يؤثر عليّ وقررت ان اتكلم.. فلا يهم من انت ومن اي بلد جئت فاذا كنت قد ولدت في استراليا وتتحدث الانكليزية فهذا لا يجعلك شخصاً افضل من الشخص غير المحظوظ الذي ولد في ساحة الوغى».