بقلم هاني الترك OAM
ان اهم اكتشافين في القرن العشرين هما العقاقير الطبية والكومبيوتر.. والتكنولوجيا هي التطبيق العملي للاكتشافات العلمية.. فقد ادى تقدم التكنولوجيا الى تطوير العقاقير الطبية وتحسين الصحة واستخدام التكنولوجيا في العمليات الجراحية.
اما بالنسبة للكومبيوتر فقد اصبحنا في عهد انفجار المعلومات حتى اصبح من غير الممكن ان تحدث الاتصالات البشرية بدون الانترنيت وهاتف الموبايل.. وقد قلّ بذلك الاعتماد على الاتصالات الشخصية.. فلم يعد افراد العائلة يجتمعون لمناقشة كتاب او مقال او برنامج تلفزيوني.
هذا على المستوى الشخصي اما على المستوى الفكري فقد ادى تقدم العلوم والتكنولوجيا الناجمة عنها الى تغيير الاتجاه في الفكر العلمي الفلسفي وفي مقدمتها اعادة احياء الميتافيزيقيا اي ما وراء الطبيعة ولكن اصبح الآن بناءً على العلوم. كان الفلاسفة في الماضي يتأملون ويكونون نظرياتهم الفلسفية استناداً الى التكهنات ونظريات علم المنطق في ذلك الزمن.. ولكن اصبحت الميتافيزيقيا اليوم هي الميتافيزيقيا العلمية.. اي ان العالم المتخصص في فرع معين من العلوم يفلسف نظريته العلمية المكتشفة ليتحول الى فلسفة العلم وما يعرف بالميتافيزيقيا العلمية.. وذلك بعدما تبين انه كلما تقدّمت التكنولوجيا يزداد لغز الوجود غموضاً وتعقيداً مثل لغز العقل البشري الذي هو اعقد لغز في الوجود .
فنحن لا نزال على عتبة الثورة التكنولوجية التي سوف تؤدي الى قلب مصير الانسانية رأساً على عقب.. ومن هنا يتجه معظم العلماء المعاصرين الى الإيمان بالله.