kinda1كندة سمارة – ملبورن

أثار «هاشتاك عمر السومه يغتصب قاصراً» استياء وغضب الكثير من الجماهير وخاصة الرياضية. حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات الغاضبة والرافضة لقذف هداف نادي الأهلي ونجم الدوري السعودي، اللاعب السوري عمر السومة. وعلى الرغم من تصريح صاحب الهاشتاك بأنه لم يكن يقصد المعنى اللفظي للجملة، بل فقط تشبيه الفريق الخاسر بالقاصر. إلا أنّ شبابنا العربي انهال بكمية من التغريدات المدافعة عن السومة، كما طالب الشباب السعودي منهم بملاحقة صاحب التغريدة قانونياً محتجين على قذف لاعب ذو أخلاق رفيعة.
لا يمكن قراءة هذا السلوك بعيداً عن السياق الحضاري، فألف تحية لكل جهد مخلص أسهم في إنصاف عمر السومة واعتبر الدفاع عنه واجب أخلاقي وإنساني. تحية لكل شاب عربي بيّن أن نضج الإنسان وأخلاقه ستبقى فوق السياسة. إنها مناسبة لنراجع فيها رؤيتنا للأخر، فالرياضة نجحت في جعل العالم صاحب قيم إنسانية عليا، كما أنها جعلت الشعوب تدرك بأن الإنسان أخو الإنسان.
على الرغم من أن تلك الأحلام ستدفع بعض المعلقين باتهامي بالسذاجة السياسية وتسطيح المسائل الكبرى، إلا أنني وغيري نضعها برسم الأمل، فجميعنا اليوم في سفينة واحدة، واختلاف الناس هو بالأمر المنطقي، ويجب أن ينظر إلى الآخر باحترام. كل ما نحتاجه هو دعوة صادقة تتغلب فيها روحنا الرياضية على حياتنا اليومية. علينا أن نؤمن جميعاً بالشراكة الحقيقية مع الآخر على هذه الأرض، فما في هذه المنطقة من خلافات وجنون تكفينا لعدة عقود أخرى.