بقلم هاني الترك OAM
فتح الزملاء سيلفا مزهر وسليم الفهد في برنامج صباح الخير استراليا وديالا العزى وفارس حسن في برنامج البيت بيتك في البرنامج العربي اس بي اس مواضيع المصالح التجارية الصغرى والعائلة قلت فيه:
ان المصالح التجارية الصغرى هي العمود الفقري للاقتصاد الاسترالي والنظام الرأسمالي.. ومن ناحية تاريخية ان السبب الرئيسي لانهيار الاشتراكية والشيوعية هو إلغاء الملكية الخاصة والاعتماد على الملكية العامة.. وذلك بعد ان فشل كارل ماركس في كتابه رأس المال الذي احدث ثورة في الانظمة الاقتصادية في العالم وقسم العالم الى معسكرين الشيوعي والرأس مالي فشل في ادراك الدور الحيوي الذي تلعبه المصالح الصغرى في الاقتصاد.
فإن المصالح الصغري في استراليا تشغّل مئات الآلاف من العمال والموظفين.. وتعمد الحكومات المحلية والولايات والفيدرالية الى الحفاظ على قطاع المصالح الصغرى مزدهراً.. والتي غالباً ما تمتلكها العائلات المهاجرة.. ومن ثم فإن مهارة صاحب المصلحة في التعامل بمصلحته في السوق مثل الابتكار وحب المهنة تلعب دوراً كبيراً في انجاح المصلحة.. ومن هنا تجري الحكومة عدة دورات دراسية للاشخاص الذين ينوون اقامة مصلحة حرة من اجل انجاحها.. وكثيراً من المصالح الصغرى بدأت من الصفر ونمت وتطورت واصبحت من المؤسسات الكبرى.
ومن الواقع التاريخي للمهاجرين اللبنانيين في استراليا حينما بدأت هجرتهم في القرن التاسع عشر لم يتمتعوا بمهارات مهنية مع عدم الإلمام بالانكليزية.. فعملوا بالبيع (بالكشه) بالخردوات والملابس بالانتقال من ولاية الى اخرى عبر استراليا.. وبعد ذلك استقروا وفتحوا المصالح التجارية بعمل كل افراد العائلة سوياً في مجال تصنيع وبيع الملابس.. واصبحوا من كبار رجال الاعمال الحرة في الصناعة والتجارة.. ومن بينهم كرم ساحلي ومايك قدماني ولويس فليفل و الاخوة سكاف وجوزف غزال ومعلوف وناجي امام وجو سابا وجو جليلاتي واسطفان عكار ومقدسي.
والواقع ان العائلة كانت عاملاً حاسماً في نجاح المهاجرين اللبنانيين الاوائل .. فإن احد دعائم الثقافة العربية التي يحملها العربي ويحافظ عليها العائلة باعتبارها الوحدة الاجتماعية الاولى للمجتمع وقد تتوسع لتشمل الأقارب.. فمنذ ان عمل الرواد اللبنانيون الاوائل بالبيع بالتجول و انتقلوا الى مرحلة تأسيس الاعمال الحرة كانت القاعدة الموسعة هي مشاركة افرادها في العمل على اساس فكرة الجهد الاقتصادي الجماعي المشترك مما ساعد في تنمية اشغالهم وتطويرها والمحافظة على وحدة العائلة وترابطها كوحدة اجتماعية اقتصادية في الوقت ذاته.