عبير حسن العاني

(رؤيتي كما ترجمتها دموعي التي انهمرت بغزارة دجلة ونقاء الفرات)
سؤال تكرر كثيرا خلال أيام!! فما أن أتكلم مع صديقة او صديق وحتى الاهل حتى أسأل بالسؤال ذاته «هل سمعتِ أغنية حسين الجسمي؟».
شاهدت الأغنية لمرات.. احتضنت كل الوجوه والشوارع، تماما كما أفعل حينما تطأ قدمي عراقي الحبيب.
كلنا العراق.. نعم.. كل الشرفاء هم العراق.. كل من يئنُّ مع أنين أطفاله وكل من يُدمى قلبه مع كل حشرجةٍ لأم تفقد ابناً..
بساطة وعمق.. هذا هو وطني.. امرأة «تخبز» وأطفال يلهون في الأزقة.. وامرأة تغني لراية وطنها التي تتراقص محبةً بين يديها.. برشلوني متعصب وريالي مجنون بفريقه! وطن بحلاوة كاهيه وشايه .. وجمال أم كذيلة..
خليط من جغرافية ولغات ومذاهب وقوميات.. التنوع اساس الجمال في كل شيء..
ولعلّ أجمل ما في «الفديو كليب» هو التداخل الرائع بين العرس العراقي المميز بايقاعاته المبهجة ولحن الاغنية، ذلك هو العراق.. وطن يفرح رغم الالم ويستمر رغم المآسي.. ويحيا رغم كل الموت!
تحية لكاظم السعدي.. وللجمسي ولكل من ساهم بهذه الاغنية التي أفرحت العراقيين في غمرة فواجعهم.. لقد حققت يا عزيزنا الجسمي رغبتك في رسم الابتسامة بقلب العراقيين..
الكل أحبَّ «كلنا العراق» بجنون.. بكي معها.. فرح بالجسمي من خلالها..
هكذا هم العراقيون امنحهم القليل يمنحونك كل شيء.. الوفاء ديدنهم.. والمحبة سر وجودهم..
ليشاهد الساسة كم من الحب يحمل هذا الشعب لوطنه.. وكيف يحصد من يزرع البسمة لهم كل الامتنان والمحبة ..
شكرا للجسمي.. ولكل فنان قالها نيابة عن كل  «انسان» في كافة بقاع الأرض «كلنا العراق».. والعراق هو لنا كلنا!