بقلم هاني الترك OAM

فتح الزميلان سيلفا مزهر وغسان نخول قضية غاية في الأهمية وهي قضية شباب اليوم في يوم الشباب.. والواقع ان الشباب اليوم عموماً غير مسؤول ومتهوّر ولا يُعتمد عليه.. حتى الخريجين من الجامعات غير كفوئين .. بل تقول الارقام ان خريجاً واحداً من كل 14 خريجاً في مؤهلات التعليم فشل في اختبار اللغة وخريجاً واحداً من كل عشرة فشل في اختبار الحساب، وهؤلاء مسؤولون عن تعليم اولاد المستقبل.
واليوم استراليا في حاجة الى حرفيين في مجالات حيوية هامة مثل الكهرباء والنجارة والبناء ورغم ذلك لا يتسجل في معاهد تايف سوى عدد قليل من الحرفيين المطلوبين مما اضطر دائرة الهجرة الى تبني هجرة الحرفيين الى استراليا.. ففي كل وظيفة شاغرة من هذه الحرف لا يتقدم اكثر من حرفي واحد او اثنين اي ان الطلب عليها اكثر من العرض.. مع ان نسبة البطالة بين الشباب وخصوصاً في مناطق غرب سيدني عالية.
واليكم تجربتي الشخصية بصفتي من الجيل القديم.. حينما هاجرت الى استراليا لم اكن اعرف الانكليزية.. كنت اعمل في مصنع لمدة 12 ساعة يومياً على مدى ستة ايام واذهب في المساء لتعلم الانكليزية.. درست بعد ذلك في جامعة نيو ساوث ويلز حتى حصلت على ماجستير في علم مكتبات القانون.. وانتظاراً لظهور النتائج كنت اتقدم لوظائف في مجال تخصصي واعمل في المصنع بوظيفة منظف وكنت اذكر في طلب الوظائف العليا عملي كمنظف.. وحين اجرت لي لجنة الاختيار المقابلة قالوا لي انهم اختاروني للوظيفة لأنني اعمل بوظيفة متواضعة كمنظف رغم لغتي الانكليزية المتعثرة ورغم مؤهلاتي العليا.
وتدرجت في عملي حتى اصبحت اميناً في مكتبة المحكمة العليا وبعد ذلك مدير مكتبة وزير الإدعاء العام.
وبعد تقاعدي التجأت الى الصحافة العربية وحصلت على وسام الملكة في الاعلام ويقترن باسمي رسمياً لقب OAM .. وانا اذكر قصة كفاحي لأقول للشباب بكب اعتزاز وفخر ان العمل الشريف ليس عيباً مهما كان متواضعاً.. لأن العمل شرف وحق وحياة .. ولكن الطريق الأفضل له هو العلم والجد والكد.