بقلم : لميس طوبجي- سيدني

كانت تنتظره منذ الفجر ..شربت قهوتها وجلست تنتظره ..فلم يأت
ولم تفعل أي شيء سوى الانتظار..
ومضى الوقت إلى الظهيرة فصعدت إلى سطح منزلها تراقب الطرقات القريبة ..أمسكت مظلة فوق رأسها وجلست تنتظره ..أصابتها ضربة شمس وضربة قمر….ولم يأت.. إلى أن أصبح الوقت عصراً ..
نزلت إلى أرض الدار وجلست على كرسي خشبي قديم ورفعت قدميها على كرسي آخر وبيدها سُبحة صغيرة وجلست تنتظر ..لكنه لم يأت.. فاستسلمت أخيراً .
وحين همت بالقيام للتوضؤ لصلاة المغرب أتى ..
رنَّ جرس عمرها وقرع باب القدر…
ترددت في إدخاله فالعمر اقتربت نهايته وشارف على الظُلمة ..
كانت في العشرين من عمرها حين صلَّت الفجر، وحين صعدت إلى السطح عند الظهيرة كانت قد جاوزت الثلاثين وأمام بحيرة أرض الدار وبعد صلاة العصر ودَّعت عامها الأربعين، واليوم أمام آذان المغرب تفتح ذراعيها لعامها الخمسين.. وعلى حافة عامها الجديد وصل..وصل قبل الغروب بقليل..
بعد أن استسلمت وبعد أن أقنعت نفسها باستحالة وصوله ..وقفت أمام باب منزلها حائرة..أتطرده أم تفتح له الباب وتسمح له بالدخول إلى واحات حياتها وواحات روحها..
هل تتنازل عن الحياة في الخمسين أم تفتح باباً سرياً إلى الحياة السعيدة تدخله متأخرة ثلاثة عقود فقط؟.