فيصل قاسم

لا بد لنا كأبناء المنية من ان نهنيء أنفسنا بالانتخابات البلدية التي تمت في نهاية أيار الماضي لما تميزت به من منافسة حضارية راقية بين المرشحين سادها جو من التنافس الودي والاحترام المتبادل.
ولعل هذا يرجع إلى الفطرة السليمة التي يتسم بها أبناء المنية في توادهم لبعضهم البعض وتقديسهم لروابط الأخوة والجيرة مهما واجهوا من تحديات خارجية أم داخلية.
انتهت الانتخابات. وفاز من فاز. منهم من وقع عليه وزر المسؤولية ومنهم من كفاه الله شر حملها. فالمسؤولية أمانة رفضت الجبال حملها وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا.
بالأمس كانت الانتخابات البلدية. واليوم صارت وراءنا. إستحقاق وطني ومَر. واليوم اصبح تفويضا من الشعب.  بل هو عند اهل المسؤولية طلب وأمر. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. وأعضاء المجلس البلدي الجديد، بحسن ظن الجميع بهم. أهل لذلك. فهم النخبة االمنتخبة. وفيهم  اصحاب كفاءة وخبرة ما يمكنهم من النهوض بالمنية الى مصافي المدن اللبنانية.
لدينا رئيس اتحاد بلديات المنية. له اسمه وبصمته في شؤون الإنماء والإعمار. وقد أعطت المنية عجينها للخباز. وسنأكل طازجا من خبز الاستاذ عماد مطر ان شاء الله.
ولدينا رئيس بلدية المنية هو الاستاذ ظافر زريقة، مرب للأجيال، تخرج على يديه آلاف من التلاميذ. وأحسبني أن المدرس هو من أكثر الملمين بقضايا ومتطلبات أبناء بلده ومنطقته.
ولدينا الحاج علي محيش نائب الرئيس بما لديه من احترام وتقدير في أوساط أبناء المنية على خبرته وجهوزيته لخدمة أبناء المنطقة دون كلل او ملل طيلة نيابته للرئاسة على مدى اثنتي عشرة سنة.
ولدينا العنصر النسائي في المجلس الجديد ممثلا بالدكتورة ديما ريمة إلى جانب عدد من الشباب المثقف الواعد.
وان كان المجلس الجديد يزخر بالخبرة والكفاءة والإقدام فهذا يعني ان في المنية ثروة بشرية غنية تزخر بأصحاب المؤهلات العليا، شيبا وشبانا، حققوا وحققن انجازات هامة على صعيد المنية ولبنان. وعلى رأسهم نائبنا الاستاذ كاظم الخير بحيويته المعهودة وخبرته المشهود لها في التعاطي مع الأمور والمستجدات.
والنهوض بالمنية ليس محصورا بالبلدية وأعضائها. ولن يكون. فالجميع معني، مقيمين ومغتربين. وبوحدتنا وتعاوننا تزدهر المنية ويعلو فيها البنيان ويكثر فيها العمران. وتصبح مثالا يحتذى. وهذا ليس بغريب على المنية وأهلها. فقد سبق وكانت المنية مثالا للمواطنية الحقة في لبنان إبان الحرب الأهلية او حرب السنتين في منتصف سبعينات القرن الماضي. وفي استراليا فأبناء المنية أثبتوا عن جدارة انهم ضمانة لنجاح أي مشروع  تقوم به الجالية اللبنانية أو العربية.
لدينا كل أسباب النجاح. وقد انجزت أمامنا بلديتنا السابقة مشكورة، بإدارة الاستاذ مصطفى عقل معظم البنى التحتية والمرافق العامة وغيرها من الإنجازات المختلفة بالتعاون مع النائب السابق الدكتور هاشم علم الدين يرحمه الله ومع النائب الحالي الاستاذ كاظم الخير. وما على المجلس الجديد سوى الانطلاق والبدء بورشة العمل كما قال السيد رئيس اتحاد بلديات المنية الحاج عماد مطر.
لنكن جميعا يدا واحدة في ورشة إعمار المنية. بلدية ومواطنون. مقيمون ومغتربون. فيد الله مع الجماعة. وإن كانت يد البلدية وحدها لا تصفق فعليها المبادرة وعلينا المحاسبة بعد ست سنوات. والله الموفق.