بقلم زهير السباعي

بعد الإنقلاب الفاشل في تركيا وظهور دلائل على تورط أجهزة أقليمية ودولية بهذه المحاولة الفاشلة وبعد إعتراف معارضين أتراك وسوريين بأن أمريكا ضحكت عليهم نرى نتيجة ذلك على مدينة حلب فالقصف المكثف وماتلاه من مطالبات دولية للمدنيين السوريين والثوار بالخروج من مدنهم وقراهم وأرضهم ومنازلهم وقمم عربية تتجاهل فعلياً مايحدث في سورية ولايخرج عنها فعل واحد يغطي عجز هذه المؤسسة وتبعية من اجتمعوا فالتصريحات الجوفاء والخاوية والتي لاتسمن ولاتغني من جوع عن هزيمة النظام السوري عسكرياَ أو سياسياً ماهي إلا كزبد البحرو فقاعات من صابون لاتستند إلى الواقع ماهي إلا نسيج من خيال وأضغاث أحلام ولايمكن أن يعول عليها كون هذه التصريحات النارية لم تنقذ مسناً في آخر أيامه ولا إمرأة ترملت ولا طفلاً تيتم ولا بيتاً هدم ولا مشفاً قصف ولا مواطناً شرد ونزح وسجن واختفى في غياهب السجون ولاقافلة مواد غذائية وحفاضات أطفال إلا ودمرت ولاشجر إلا وحرق حتى الحيوانات لم تسلم من القتل، أحداث تلو الأحداث تثبت لنا تآمر المجتمع الدولي برمته على إجهاض ووأد الثورة السورية ولقد تأكد بأنه لم يبقى أحد إلا وخطط وعمل على هزيمة إرادة الشعب السوري وليس ثورته فقط
السؤال المطروح لماذا فعلو ذلك ؟
سورية بموقعها الإستراتيجي وحالتها الفريدة من نوعها هي بمثابة الخيط الذي يربط جميع حبات السبحة فإذا إنتصر الشعب السوري على نظامه الحالي والذي زرعته القوى الخفية بحيث أضحى ماركة مسجلة عالمياَ لإبقاء سورية تحت سيطرتها والتحكم من بوابتها بالمنطقة فانتصار الثورة ستتبعها ثورات وانتصارات وانهيار لأنظمة كرتونية ظلت جاثمة على صدر شعوبها لعقود، إنهم يخشون ويخافون صحوة شعوب المنطقة بعد سبات طال أمده وهذا ماسيمهد لقيام وبروز قوة أثبتت في الماضي قدرتها على الانتشار في جميع أنحاء العالم وهددت وجودهم، هذه القوة الناشئة سوف يكون لديها القدرة على منافسة نظامهم العالمي الذي بدأ يتفكك فلا يمكن أن تبقى الثروة والنفوذ والقوة بيد فئة قليلة من المتحكمين بمصير العالم وهذا مايطالب به اردوغان
مامعنى أن يصمت العالم على نظام دمر وشرد وقتل وهجر الملايين من شعبه أمام مرآهم ومسمعهم دون أن يحركو ساكناً وكأنهم بذلك أثبتو على أنفسهم المشاركة في الجريمة وليتهم وقفو عند هذا الحد بل ذهبو لأبعد من ذلك حين مدو النظام السوري بجميع أنواع الأسلحة وسمحو له باستعمالها حتى المحرمة دولياً كالكيماوي والقنابل العنقودية ، فعلو ذلك كي ينقذو النظام السوري ليتابع مسيرته في قتل وتشريد وتدمير سورية، ليتهم اكتفو بذلك بل عملو على منع الشعب السوري من الحصول على مايدافع به عن نفسه وماله وعرضه وأرضه في وجه مجازر وجرائم حرب لم يشهد لها التاريخ مثيل
لكي تكتمل المؤامرة على الشعب السوري وثورته لجؤ الى إفساد القادة وإغرائهم بالمال والذي لايستطيعون تركيعه اغتالوه واستبعدو الضباط ذوي الخبرات والمهارات من القيادة وسلموها لأناس لايعرفون كوعهم من بوعهم
أخيراً لاخيار أمام الشعب السوري سوى الاستمرار والثبات فبالرغم من إعادة احتلالهم لبعض المدن التي سبق وحررها الشعب فإنه ليس بمقدورهم إعادة احتلال نفوس الشعب السوري الذي كسر حاجز الخوف والذل والخنوع وتحرر ولن يعود إلى ماكان عليه وستستمر المعركة حتى يحقق أهداف وثوابت الثورة التي ضحى من أجلها بالغالي والرخيص