دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أبناء الكنائس المشرقية إلى «الاعتصام بالايمان والرجاء والمحبة حفاظاً على وجودهم في وجه الحروب وانتهاك قدسية الحياة وكرامة الشخص قتلاً وتنكيلاً وتهجيراً وظلماً».
كلام البطريرك الراعي جاء في عظة قداس الاحد في الديمان وعاونه المطرانان مارون العمار وحنا علوان ولفيف من الكهنة. وخدمت القداس المرنمة سيلفانا فضول لابا في حضور سفير لبنان لدى منظمة الاونيسكو خليل كرم، ووفد من مصلحة المعلمين في «القوات اللبنانية» برئاسة رمزي بطيش، ووفد من التعاونية الزراعية في العاقورة وحشد من المصلين.
بعد الانجيل القى الراعي عظة دينية وأضاف: «نصلّي معًا لكي ينير المسيح بأنوار روحه القدّوس عقول الكتل السياسية والنيابية وضمائرهم، بنور الحقيقة الشجاعة والمنزَّهة عن المصالح الشخصية والفئوية المضرّة بالخير العام. نصلّي من أجلهم لكي يقوموا بمبادرات تسوية تشرّف الكرامة الوطنية، وتؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن. فالبلاد من دون رئيس هي على طريق الانهيار الذي سيشلّ المجلس النيابي أكثر ممّا هو عليه من شلل، ومجلس الوزراء ومؤسّسات الدولة، وسيفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، إضافة إلى تفشّي الفساد العارم والرشوة في الإدارات العامّة وسرقة المال العام وإهداره. إنّنا نحمّل المسؤوليّة جميع الذين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يعطّلون انتخاب رئيس للبلاد».
وقال: «بالايمان والرجاء والمحبة، صمد شعبنا في لبنان على مرّ العصور، على رغم قرون الظلم في عهد العباسيّين والمماليك والعثمانيّين الأتراك. في هذا الوادي المقدّس اعتصم نسّاك ورهبان وشعب يصلّون ويستخرجون من الأرض قوتهم الوضيع. وفيه عاش معهم البطاركة على مدى اربعمئة سنة، حفاظًا على الأغليَين: الإيمان الكاثوليكي، والاستقلالية الذاتية. إنّنا ندعو شعبنا ولاسيّما منه أبناء كنائسنا المشرقيّة في سوريا والعراق والأراضي المقدّسة، إلى الاعتصام بهذا الإيمان والرجاء والمحبة، حفاظًا على وجودهم الشاهد لإنجيل محبة المسيح، في وجه الحروب وانتهاك قدسية الحياة وكرامة الشخص البشري، قتلًا وتنكيلًا وتهجيرًا وظلمًا».