كمال براكس

كل من هو شهم وله العزة والكرامة والشرف النبيل، أن لا يتبدل أو يتسيس، او يمد يد الاستجداء لأي قوة، حتى ولو كانت اللقمة تأتي الا عن طرقها. وان يبقى رأسه مرفوعاً شامخاً عالياً الا لمن سوَّى الرؤوس.
وكل من مَسَك المبضع وتفقأ الدمل في المجتمع، ونفخ في بوق ليقظه، من اجل بناء مجتمع افضل، وبسقوط اقنعة الوهم من الوجوه، يحطم القيود عن الفكر، وذلك لبناء انسان حكيم واعٍ جديد في مجتمع افضل.
او تعجبون كيف يترككم ابناؤكم، وكيف يزداد عدد الهاربين الذين رعوهم مغتربين، سنوياً بل فصلياً، وانهم يرحلون كاسراب الطيور عند أرجح كل حالة، وعند تغير كل طقس، وعند اعلان كل فضيحة رسمياً.
فاللبناني الاصيل النبيل الذي لا يمد يده لأحد، شارد على الطرقات ومعتكف في منزل والديه، وشهادته معلقة على حائط الدار.
كل الايمان بخالق الاديان، وبوحدة ملؤها العمل والاخلاص كفيلة نيل أمة ما، مراميها وامانيها وما ذلك الا من ضمن متطلبات الحضارة العمل البنَّاء، فبلدنا متعدد الاديان، وما كان ذلك ليعوق سيره نحو الكمال بل ليزيده عنفواناً وجمالاً ولنتذكر دائماً ان: «الدين لله والوطن للجميع»، وبعد السكوت عنه من العجز وربما الاستهتار.
الاغتراب بحد ذاته، والعوامل المريرة المحزنة التي تدفع المواطنالى الانسلاخ عن اهله ووطنه ومولده، فيهرب من واقعه، ليرتمي على شواطئ الامم، فيزاحمها لنيل عمل مرهق.
الهجرة عمل سلبي، وحالة انشطار قسري تحصل بين الفرد ومجتمعه، وهي زفرة احتضار تطلقها الامة المفككة المنهكة في احلك ساعاتها وظروفها.
في هذا المشرق وخاصة في بلدنا، المادة والفساد المستشريان في البلاد والعباد، لا عمل، لا نظام. نصب واحتيال، تزوير وثائق رسمية تصدرها الادارات العامة، الاهمال والمحسوبية والواسطة والرشوة، ولقاء الوجاهة لسياسة مع الفجور والعدالة مع الدناءة.
لسنا بحاجة ان يقال لنا، ان هذه الاوقات التي ….. ممن فيها، اوقات صعبة وقاسية، مزعجة مضطربة، فمن الواضح كلياً، ان هناك أسباباً خارجية كثيرة لازعاج والاضطراب، الا ان السبب الاساسي هو عدم الارتكاز الداخلي على اساس ثابت. فقد ضاعت منا الاسس القديمة للاستقرار الشخصي، ولم نجد أسساً جديدة تحل كأنها ولا ادل على ذلك من الفضيحة البسيطة التي تقدمها اكثر الكتب رواجاً والتي تتلخص بضرورة الاهتمام بشخص ما أو شيء ما والكف عن الملل، اما محاولة التخلص الهروب من النفس، بالإلجاء الى المسكرات او سوق سيارة بسرعة جنونية فهي اعتراف لا شعوري بانه لا توجد مرساة في حياة الانسان يستند اليها ولا نستطيع على الارجح ان تخرج من هذا الاضطراب بدون الدين.
ان الديانة تحقق امرين في وقت واحد، ولو ظهر …….. انها تخرج لانسان من نفسه، وتوطد الانسان في نفسه بقوة مثل الدين، لأنه لا يوجد لشيء آخر هدف سام للولاء مثل الدين، ولا يوجد شيء آخر جعلنا ننظر الى الحياة باتزان ونزاهة ونراها ككل مثل الدين لأنه لا يوجد غيره عادل شامل وكامل.