بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي
سيستمر لغز الانقلاب الفاشل في تركيا طويلا في ظلّ تضارب الحقائق والمعلومات، وسوف نرى قريبا وبالتأكيد مسلسلا تركيا جديدا بعنوان «الانقلاب الفاشل» وسيحظى بنسبة مشاهدة أكثر من «وادي الذئاب» و «سنوات الضياع».
أن يحتجز اردوغان سبعة آلاف وخمسمائة جندي، فهمنا.. وأن يعتقل 99 جنرالا أيضاً فهمنا. وأن يطرد تسعة آلاف عنصر من الشرطة أمر معقول، وكذلك مائة عنصر من الاستخبارات.
أما أن يطرد اردوغان 250 الف موظف حكومي بينهم 1577 عميدا جامعيا و15200 مدرس، وأن يلغي 24 شركة إعلامية ويسحب 34 بطاقة صحافية فهذا يثير الريبة ويزكّي الرأي الذي يقول ان الانقلاب كان محضرا ليقضي اردوغان على كل معارضيه إذ يبدو أن هذه اللوائح كانت موضوعة قبل عملية الانقلاب الفاشل ولا يمكن رصد هؤلاء جميعا خلال ساعات قليلة!؟.
ومَن شاهد وقائع الانقلاب مباشرة على الشاشات يخال انه فيلم هوليودي وليس حركة انقلابية، فطائرة الرئيس تطير من مدينة إلى أخرى وتحت أعين الانقلابيين والمدنيون يتسلقون الدبابات وكأنهم في استعراض اليوم الوطني، والرئيس يطل عبر شاشة الهاتف الخليوي مثل رامبو.
لقد أوقف الأطباء والصيادلة والمهندسون وحتى أحد المزارعين في ديار بكر شرق تركيا طرق العسكر بابه واقتادوه إلي الاعتقال، أما أصحاب المقاهي فما عادوا يستقبلون روادهم خشية اتهامهم بالتستر على مؤيدي الانقلاب.
وستتكشّف في القريب المنظور حقائق جديدة.