صالح حامد – سدني

أتنزَّه يومياً في شوارع سيدني متأملاً جمال المظهر الخارجي للبيوت التي تجذبك طريقةُ تنظيمِها، فتصميمها يَسرُّ النّاظرين ويسحر الأفئدة كمن يمشي بين بيوت الأحلام،وأنت تقلِّب وجهَكَ يمنةً ويُسْرَةً شاخصاً ببصرك نحوَ كلِّ بيتٍ بمفرده كأنه الزينة في ليلة الأعياد، فيجعلك تسبِّح الله مما تراه مميّزاً، وتبهرك تلك الأبنيةُ التي يكسوها العمرانُ الإنكليزي بعناصره البيئية،فهندسة المنازل هنا لا يوجد لها مثيل في الوطن العربي،وهي تُشبه اللُّعبةَ فتفرحك بأناقة ترتيبها، وخلال جولتك في الشوارع فلا تشعر بمَلَلٍ ولا كَلَلٍ بل تزداد  برؤيتها ذوقاً هندسياً،والأجمل ما في جمال أستراليا هو قانون السير والطرقات الواسعة والتي فيها كل عناصر الأمن والسلامة العامة المرورية.فما مِن شارع إلا مكسُوّاً بالأشجار العالية والحشائش المفروشة على الجنبات. ومما يُلفتُ انتباهَك أنّ السيارات تُركَن في أمكنتها دون الاعتداء على الأرصفة والصف الثاني.ومَن يخالف تلك القوانين فالقاضي شديد العقاب،هنا تجد المتعةَ واللذة وأنت تمشي على أقدامك أو تقود سيارتَك وأنت ترى نظافة الشارع وجمال البيوت ونظام المرور، بخلاف واقع السير في شوارع لبنان والذي يجعلك تُجدِّدُ إيمانَك بسبب المطبات والحفر و الغبار وغياب الإشارات عن المفارق والحواجز الأمنية.