تقدم صحيفة “التلغراف” اليوم تغطية كاملة لبروز بولين هانسون العنصرية ثانية الى مسرح السياسة الفيدرالية كما جاء في وسائل الاعلام الاسترالية وخصوصاً صحيفة الدايلي تلغراف. فقالت هانسون انه يجب الحد من هجرة المسلمين ووضع كاميرات في المساجد لمراقبة المصلين وحذرت من الغزو الآسيوي ومن اللاجئين والمهاجرين.
وسوف يواجه مجلس الشيوخ العثرات في سياسة هانسون العنصرية اذ ان المستقلين ومن بينهم هانسون سوف يمسكون بميزان القوى في المجلس.
وقد اثارت تصريحات هانسون حفيظة مفوضية مكافحة التمييز العنصري التي اتهمت هانسون بأنها تؤدي الى التقسيم والكره والعنف.
ووصفت النائبة المنتخبة لمقعد بارتون الابوروجينية الاصل ليندا بيري هانسون بالعنصرية والجاهلة.
نشرت صحيفة الدايلي تلغراف تحقيقاً صحافياً مستفيضاً عن حزب «امة واحدة» ومؤسسته بولين هانسون التي فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن كوينزلاند ومن المتوقع ان يفوز مساعدها براين بيرستون المرشح للمجلس مقعد ثان للحزب عن نيو ساوث ويلز اكد فيه بيرستون على مطالبة هانسون بضرورة اقامة مفوضية ملكية للتحقيق في الاسلام فيما اذا كان ديانة ام ايديولوجية سياسية.
وكان بيرستون قد لعب دوراً رئيسياً في البرلمان الجديد وهو رجل اعمال ونائب سابق لرئيس بلدية سيسنوك. وقال ان الاسلام هو ديانة الكره محذراً من ان الخليفة المسلم الذي سوف يجيء الىاستراليا.
واضاف بيرستون ان الاسلام ايديولوجية سياسية ومن ثم لا يجب اعطاؤه الامتياز للحسومات الضريبية. واضاف ان الاسلام خرق لثقافتنا ونحن بلد مسيحي مع وجود بعض اليهود ولكن الاسلام يتطلب الصلاة خمس مرات وليس هذا ما نفعله في هذا البلد استراليا.
ويقول المحلل السياسي كيفن بونهام ان حزب امة واحدة في وضع قوي بأن يفوز بيرستون بمقعد في مجلس الشيوخ اذ تلقى الاصوات التفضيلية من الاحزاب الاخرى مع انه يجب الانتظار عدة اسابيع لمعرفة النتائج النهائية لمجلس الشيوخ.
وفي هذه الاثناء كررت هانسون مطالبتها بإقامة مفوضية ملكية للتحقيق في الاسلام وتريد فرض الحظر على بناء اي جامع جديد وقالت : «يجب الخضوع لقيمنا وثقافتنا واساليب حياتنا وليس ارتداء البرقع وما يجب الاستمرار في بناء الجوامع التي تدعو للكرة نحونا».
ووصف بيرستون الاسلام بأنه ديانة الكره مع انه اعترف بأنه لم يقرأ القرآن مؤكداً انه لا يوجد اي شك في هذه الحقيقة.
«فإن الكنيسة الكاثوليكية واليهود لا يفجرون القنابل بالناس ونحن نحضر هؤلاء اللاجئين من سوريا يحملون هذه الايديولوجية. فهم ليسوا زملاءً لنا ويوم ما سوف يسيطرون على البلد ويعينون الخليفة هنا وسوف يحصل هذاالمطلب يوماً ما.
واضاف بيرستون «ان هانسون تعبر عن رأي الاغلبية الصامتة وهي صوت الاستراليين الخائفين من قول كلمتهم.
وقال: لا يمكنهم احتساء الخمر ولا يمكنهم الابتسام والنساء يغطين انفسهن كخيمة مغلقة ولذلك نحن نتلقى الدعم الكبير اذ ان الشعب يشعر بالقلق ونريد حماية شعبنا واتخاذ القرارات الجيدة لاستراليا.
واضاف بيرستون: «ان القرار بالعودة الى سياسة امة واحدة هو بعد نجاح حزب استراليا المتحدة ومساهمته مما افاد في انجاح حزب امة واحدة خلال الانتخابات الحالية.
وكانت هانسون قد فصلت ديفيد اولدفيلد وبيرستون من الحزب عام 2000 اثر نزاع داخلي ولكن الحزب قد توحد الآن كجبهة واحدة وبالرغم ان اولدفيلد لم يعد عضواً في الحزب وانه يأمل ان يتم انتخاب بيرستون.
فإنه من المهم الا تكون هانسون وحيدة في مجلس الشيوخ ويأمل ان يفوز عضو آخر في المجلس من ولاية غرب استراليا.
واضاف: فسوف نتمكن من قول اشياء كثيرة لا يقولها شخص آخر اذ يجب تصحيح الوضع السياسي .
فقد حصلت هانسون على 9 في المئة من الاصوات في كوينزلاند مما يعني من الممكن ان يحظى الحزب بمقعدين في مجلس الشيوخ عن الولاية الشمالية.
فلم يصل حزب «امة واحدة» الى الذروة بعد اذ تلقى 112،450 صوتاً تفضيلياً في نيو ساوث ويلز . فقد حظي الحزب عام 1998 بالدعم من اكثر من مليون ناخب في جميع انحاء استراليا.
وتواصل الدايلي تلغراف تحقيقها بالقول ان احدى الشخصيات التي اسهمت بشكل رئيسي في نجاح هانسون بالعودة الى مسرح السياسة الفيدرالية جيمس آشبي حيث وفر لها الانتقال في طائرة صغيرة للتجوّل في البلاد وانفتاحها على وسائل الاعلام حيث دعمها في انتخابات الولاية عام 2005 حينما ترشحت لمقعد لوكيار ووصف اخفاقها بأنه عبد يوم واحد.
وكان آشبي قد شغل منصباً ضمن موظفي رئيس البرلمان السابق بيتر سليبار ولعب دوراً في سقوط سليبار الذي استقال من المنصب عام 2012 بعد ان اتهمه آشبي بالتحرّش الجنسي. وقد اسقطت الاتهامات بعد عامين قبل ان تبدأ المحاكمة وبقي جزءاً من تحقيقات الشرطة في تسرب يوميات سليبار الى النآئب الاحراري مال برو الذي كان خصماً لـ سليبار . ويصر انه لم يرتكب خطأً واصبح مؤيداً لـ بولين هانسون ودعمها في انتخابات الولاية عام 2005.
وكادت هانسون ان انتزع المقعد لوكيار من ايان ريكاس الذي فاز على هانسون بفارق 184 صوتاً بعد توزيع الاصوات التفضيلية.
وقالت هانسون انه على الشخصيات البارزة في الجالية الاسلامية الانتظار الىان تقسم اليمين الدستورية وتلتقي معهم اذا ارادوا التحدث معها. وهانسون المثيرة للجدل نادت في حملتها الانتخابية بإيقاف هجرة المسلمين الى استراليا ومنع ارتداء البرقع واقامة مفوضية ملكية للتحقيق في الاسلام.
وقد بدأ السياسيون في الانقلاب عليها مع انها من المتوقع ان تحصل على مليون دولار بعد ان فاقت نسبة الاصلوات لحزبها 4 في المئة وهي النسبة الدنيا المحددة من اجل الحصول على التمويل الحكومي. وقالت اثر فوزها «ان المسلمين يلقون الخطب بالكره ضدنا.. فهل نريد رؤية الاستراليين يقتلون واذا كان المسلمون يشعرون بهذه الطريقة ولو انني كنت على خطأ نريدهم الوقوف امامي للقول «نعم نحن نقدّر القيم واساليب الحياة الاسترالية».
وقال ناطق باسم الجالية الاسلامية لكوينزلاند علي قادري انه مستعد للاجتماع مع هانسون من اجل التخفيف من القلق الذي لديها. وكوني كوينزلاندي اود لقاءالسيناتورة هانسون بصفتها منتخبة لمجلس الشيوخ.
فأجابت هانسون بأنها في انتظار حلفان اليمين الدستورية بعد انتخابها ويمكن لـ قادري ان يتصل بها بالهاتف وترتيب لقاء لرؤيتها.
وقالت هانسون انها لا تحب تيرنبل او شورتن كرئيس للوزراء ومع ذلك سوف تعمل معهما.واضافت انها تتوقع الفوز بمقعدين في مجلس الشيوخ في كوينزلاند وبمقعد في نيو ساوث ويلز ورابع في غرب استراليا .
وتواصل الصحيفة تحقيقاتها بالقول ان السياسيين يتوقعون ان تكون هانسون سيناتورة قوية في البرلمان مع ان البعض وصفها بالخطيرة. وقال وزير الإدعاء العام جورج براندس ان الإئتلاف مستعد للعمل معها ويجب الاستماع لوجهة نظرها «اذ ان مئات الآلاف قد انتخبوها وان الديمقراطية هي جمع المنتخبين في مكان واحد في البرلمان لعرض وجها نظر المجتمع.
وقال السيناتور كوري برنادي ان لهانسون الكثير من التابعين لسياستها مع ان تيرنبل قال انه ليس هناك اي مكان لـ هانسون في السياسة الاسترالية ومع ذلك فهي تعكس القلق الذي يساور الكثير من الناس وعليهم الحكم عليها.
وقال شورتن انه عندما اجرى لقاءً اذاعياً مع المحطة KIIs FM شاهد هانسون وهي تنتظر على الخط الآخر حيث قالت له انها تطمح بلقائه في البرلمان لتعلن عن دعمها بمطالبة حزب العمال بإقامة مفوضية ملكية للتحقيق في اعمال المصارف. فإذا تم وصول حزب العمال للحكم فسوف تدعم شورتن. فقال شورتن انه يضع ذلك الاحتمال في عين الاعتبار.
غير ان زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي قال انه سوف يعارض سياسة هانسون لأنها خطيرة جداً جداً ولا نريد الكره من جديد مثلما فعل رئيس الوزراء الاسبق جون هاورد حينما ظهرت هانسون على مسرح السياسة الاسترالية.
فان تصريحات هانسون لم تقتصر على المسلمين فقط ولكن امتدت الى التحذير من الاسيويين واللاجئين والمهاجرين ونادت بوضع كاميرات تسجيل وتصوير في المساجد لمراقبة الخطب التي تلقى فيها لعدم تسهيل هجوم ارهابي.
ومن ناحية اخرى حذر رئيس مفوضية مكافحة التمييز العنصري بن سونوفان من ان تصريحات هانسون قد تؤدي الىاعمال عنف لأنها تعبر عن التخويف بشكل رئيسي من الاسلام وتؤدي الى الكره والتقسيم.
واضاف ان ذلك لن يؤدي الى التناغم الاجتماعي بل يخلق التفرقة وربما للعنف لأن تصريحاتها تؤجج الكراهية في المجتمع.
وقال رئيس حكومة كوينزلاند السابق بيتر بيتي عن عودة بولين هانسون بعد غياب مدته20 عاماً ان هانسون عادت وستبقى لمدة طويلة.