بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

سنة  2010 اعترض الاسرائيليون الباخرة التركية  «مرمرة» التي كانت متوجهة للتضامن مع غزة.. وصعد الجنود الاسرائيليون على متن الباخرة ودار قتال وسقط عدّة قتلى اتراك.. امس الاول الثلاثاء دخلت الباخرة التركية «ليدي ليلى» الى بحر غزة، صعد الجنود الاسرائيليون على متنها واستُقبلوا على الرحب والسعة وفتشوا حمولتها وسمحوا بإفراغها بعد ان شربوا القهوة التركية واكلوا الـ «Turkish Delight» ! فما الذي تغيّر بين باخرتي «مرمرة» و «ليدي ليلى»؟  فأردوغان ما زال هو نفسه واسرائيل ايضاً…؟!
… في تشرين الثاني سنة 2015 اسقط الاتراك مقاتلة روسية ورفضوا الاعتذار من موسكو وتوعّدوا بإسقاط طائرات روسية اخرى.. وامس الاول الثلاثاء، تراجع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم عن التصريحات السابقة واعلن عن استعداد انقرة لدفع تعويضات لروسيا عن مقاتلة السوخوي.. فما  الذي تغيّر واردوغان ما زال اردوغان وبوتين لا زال بوتين..
العام الماضي رفض اردوغان لقاء الرئيس الروسي واليوم نراه يترجّى الروس كي يجلسوا معه وهم يجيبونه «مش  مستعجلين»! بالأمس هاجم اردوغان شيمون بيريز وقاطع كلمته في مؤتمر دافوس في سويسرا.. واليوم عادت العلاقات الحميمة مع تل ابيب على خمسة خطوط.
ما هو السبب في هذا التغيير ؟؟؟..انظروا الى حلب واسمعوا ما قال الرئيس الاسد الاسبوع الماضي : «ستكون حلب مقبرة اردوغان» وكرمى لحلب يصالح اردوغان موسكو وتل ابيب ويرسل الـ «ليدي ليلى» الى غزّة ويسمح لاسرائيل بتفتيشها ؟؟».