بغداد – نزار حاتم

غداة التفجير الإرهابي، الذي استهدف حي الكرادة في وسط بغداد، وتسبب في مقتل أكثر من 125 شخصاً واصابة أكثر من 200 بجروح منتصف ليل السبت، أعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال مجموعة من إحدى الخلايا النائمة التي تواطأت مع الإرهابيين المسؤولين عن التفجيرات الكرادة.
وأوضحت في بيان أن عناصر هذه الخلايا قد عمدوا الى الاعتداء على ممتلكات المواطنين، لاسيما ضحايا التفجير وسرقة المحال التجارية والدور السكنية اثناء وقوع الحادث، فيما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق.
وفي التفاصيل، شهدت منطقة الكرادة تفجيرين بسيارات مفخخة استهدفا منطقة تسوق مزدحمة، حيث انفجرت شاحنة تبريد ملغومة، حيث كان الحي مزدحما وقت وقوع التفجير لوجود كثيرين ليتناولوا وجبة السحور. وقالت الشرطة إن عدد القتلى قد يرتفع، إذ انه من الممكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة.
وأظهر تسجيل مصور اندلاع حريق ضخم في الشارع الرئيسي بالكرادة بعد الانفجار. وأظهرت لقطات أربع مبان على الأقل لحقت بها تلفيات كبيرة أو انهارت أجزاء منها. وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم في بيان نشره أنصاره على الإنترنت، وقال إن التفجير انتحاري.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية وطبية إن عبوة ناسفة ثانية انفجرت قرب منتصف الليل في سوق بحي الشعب شمال بغداد، مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل.
وفيما توعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال تفقده موقع الانفجار بملاحقة الفاعلين والقصاص منهم كان عدد من أهالي الكرادة التي ينحدر منها العبادي قد نددوا بالأخير وأطلقوا شعارات مضادة له تعبيرا عن غضبهم حيال الحادث الذي يعد أمرا متوقعا من وجهة نظر بعض المعنيين، الذين أكدوا أن “داعش” بعد الهزائم التي مني بها في ساحات المعارك لابد أن يعمد الى مثل هذه التفجيرات الارهابية التي تستهدف المدنيين في محاولة منه لرفع المعنويات لدى عناصره الذين باتوا يشعرون بكثير من الاحباط والهزائم النفسية بسبب فقدانه جل الأراضي العراقية التي كان استولى عليها خاصة (الفلوجة). وأشار هؤلاء المعنيون الى أن أجهزة التنصت كانت قد رصدت سلسلة من الاتصالات التي تبادلها عناصر “داعش” إثر هزيمتهم في الفلوجة كانوا يرددون خلالها مقولة “لقد سقطت الخلافة”. وأوضح تسجيل فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي أناسا يرشقون موكب رئيس الوزراء بالحجارة تعبيرا عن غضبهم من عجز قوات الأمن عن حماية المنطقة.
وكان العبادي بحث السبت مع وزير الخارجية المصري سامح شكري العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون المشترك في الجوانب الاقتصادية والتدريب والحرب ضد الارهاب.
وفي سياق الحرب والتحضير لمعركة الموصل، اعلن الجيش العراقي عن مقتل ما لا يقل عن 28 من “داعش” في عمليات عسكرية متفرقة بقواطع العمليات جنوب الموصل لا سيما في قرى (الحاج علي) من محور الساحل الأيسر للشرقاط. فيما أعلن مصدر عسكري مقتل قائد لواء في عملية تحرير جزيرة الخالدية شرق مدينة الرمادي.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية ان التنظيم الارهابي أعدم ضابطا في سلاح الجو العراقي في الجيش السابق ونجله الضابط في الجيش العراقي الحالي بعد اعتقالهما من منزلهما شمال الموصل.
في حين افاد مصدر امني في محافظة كركوك، بأن التنظيم اقدم على نحر 15 شخصا، بينهم ثمانية من عناصره بتهمة التخابر والهروب من جبهات القتال جنوب غرب المحافظة.