بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
مشهد البريطانيين وهم يرقصون في الشوارع يوم الجمعة الماضي ابتهاجاً بالانفصال عن أوروبا، ذكّرني بالرقص والطبل والزمر الذي تقيمه النساء الموريتانيات بمناسبة طلاقهن.. نعم في موريتانيا تشبه مراسم الطلاق وتكاليفه مراسم العرس وتكاليفه.
تأتي النساء ويتحلّقن حول المرأة المطلّقة وحولها أولادها وبين إطلاق الزغاريد وقرع الطبول ترتفع معنويات المرأة وتشعر أنها قادرة على إعالة أولادها.. لكن بعض «النكديات» من المطلقات يبغين من هذه الاحتفالات إغاظة الزوج الذي طلّقهن.
البريطانيون لا زالوا يرقصون حتى اليوم، إنهم يشبهون المرأة الموريتانية، فقد طبلوا وزمروا منذ 43 عاماً يوم انضموا إلى الاتحاد الأوربي، وها هم اليوم يحاولون أن يقولوا للعالم أنهم قادرون على العيش وحدهم.
بريطانيا مجبرة على الخضوع لإرادة شعبها، أليست هي أم الديموقراطية في العالم؟ وهي أيضاً أم الاستعمار في العالم.
تناقض غريب عاشته «جزيرة التنك» عبر تاريخها تماما كالتناقض الذي يعيشه شعبها اليوم، فالإنكليز المهللون للخروج من الجنة الأوروبية لن يجدوا بعد اليوم جنة تستقبلهم.