كامل المر

بعد ان تكاثرت جرائم قتل الاطفال في الحروب الارهابية الممتدة من اليمن الى العراق وسوريا رأت الامم المتحدة ان تصدر تقريراً يتضمن لائحة سوداء باسم الدول والاحلاف العسكرية والمنظمات الارهابية المسؤولة عن قتل آلاف الاطفال جراء الحروب التي تشنها، ولا تتورع عن قصف المدارس والمستشفايات واماكن تواجد السكان المدنيين دونما ادنى مراعاة لابسط الحقوق الانسانية.
وقد تضمن تقرير الامم المتحة لهذا العام ، 2016، فيما تضمّن، تحميل التحالف الخليجي المسمى، خطأً، بالتحالف العربي مسؤولية نسبة 60 بالمئة عن مقتل 785 طفلاً يمنياً و1168 قاصرا جرحوا العام الماضي في اليمن.
كما انه مسؤول عن نصف الهجمات على المدارس والمستشفايات التي دمرها القصف الجوي.
وما ان صدر التقرير حتى طار الصواب السعودي، وقام السفير السعودي لدى المنظمة الدولية السيد عبدالله المعلمي بتقديم احتجاج شديد ، وطالب منظمة الامم المتحدة ان «تصحح» تقريرها وتسحب اسم السعودية وتحالفها «العربي» الخليجي من التقرير فوراً.
ومن اجل التخفيف على المنظمة ذكَّر السفير المعلمي بان «الامين العام للمنظمة في منطقه العام الماضي حذف اسم اسرائيل من التقرير، ولا نرى سبباً لعدم تحليه بنفس القدر من «الحكمة» في تقرير هذا العام»، منوها بانه لم يتم التشاور مع الرياض قبل اصدار تقرير العام الحالي.
وقد استجابت الامم المتحدة على الفور للرغبة السعودية بحجة «اعادة النظر» في الحقائق .
في العام الماضي قضت «حكمة» الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون? والامم المتحدة شاهد على ارتكابات اسرائيل ضد اطفال فلسطين إِنْ حرقاً في منازلهم، او قتلا تحت ركام منازلهم، التي تدمرها الجرافات الاسرائيلية، او قنصاً في الشوارع العامة? ولذلك قضت «حكمة» الامين العام للامم المتحدة حذف اسم اسرائيل عن اللائحة السوداء لتقرير المنظمة للعام الماضي.
وما دام الشيء بالشيء يذكر فلما لا تقضي «حكمته» ان يحذف اسم السعودية، الذي شاء سفيرها في المنظمة الدولية ان تُعَامَل بلاده كما تُعَامَل اسرائيل، فتحذف اسم السعودية وتحالفها «العربي» الخليجي من اللائحة السوداء لتقرير المنظمة لهذا العالم 2016.وتستجيب المنظمة على الفور، ولا تعدم حجة لتبرير ما تقدم عليه وتسمي ذلك «اعادة النظر في الحقائق».
الامم المتحدة التي انشئت في اعقاب الحرب العالمية الثانية على انقاض هيئة الامم يفترض ان تعنى بحفظ السلام العالمي وبفض النزاعات بين الدول سلمياً عن طريق المفاوضات، وتتفرع عنها مؤسسات تابعة لها كهيئة حقوق الانسان وهيئة رعاية الطفولة.
لكنها في اواخر القرن الماضي، ولا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي استطاعت الولايات المتحدة الاميركية ان تجعل من المنظمة العالمية ملعباً لنشاطاتها الدولية.
ففي حرب اميركا وحلفها الدولي على العراق استطاعت اميركا ان تفرض عليه حصاراً، البسته للامم المتحدة، وكلَّف العراق اكثر من 50 الف طفل قضوا بسبب الجوع ونقص الغذاء ونقص الدواء.
واسرائيل بدورها تفتك بالطفولة الفلسطينية على هواها، والامم المتحدة «تعيد النظر في الحقائق».
كثيرة هي سقطات الامم المتحدة الانسانية بسبب الضغط     الاميركي والضغط الاسرائيلي. وكثيراً ما تعرضت مؤسسات الامم المتحدة الانسانية للتدمير من قبل الآلة العسكرية الاسرائيلية كمثل مدارس الانروا في غزة، التي احتمى فيها الاطفال الفلسطينيون هرباً من القصف الاسرائيلي، فدكتها الط ائرات الحربية والمدفعية الاسرائيلية على رؤوس الاطفال.
وبدلا من ان تعاقب الامم المتحدةُ اسرائيلَ على فعلتها الشنيعة ذهبت الى خفض مساعداتها للفلسطينيين .
من يدري فقد نفاجأ يوماً بالامم المتحدة تصدر تقريرا تدرج فيه الاف الاطفال على لوائحه السوداء كونهم تسببوا بعرقلة الاعمال الحربية لهذه الدولة، او تلك، حيث هم ابناء ارض تحترب عليها دول مغضوب عليها اميركياً مع منظمات ارهابية مستولدة ومخصبة اميركياً !!