كندة سمارة – ملبورن
تعتبر القهوة من المشروبات المفضلة لدى العديد من الشعوب، أما العرب فهم من بدأوا بتحميص القهوة وشربها ساخنة كما نفعل في يومنا هذا، إذ عرفها العرب وطوروها في القرن السادس عشر. يذكر المؤرخون أن أول ظهور للقهوة في البلاد العربية كان في اليمن … فقيل أنّه شاع فى بلاد اليمن شراب يقال له القهوة تستعمله مشايخ الطرق الصوفية وغيرهم للاستعانة به على السهر فى الاذكار. انتقلت القهوة من اليمن إلى مكة فلم يعمل ذكر أو مولد إلا بحضورها. ومن مكة انتقلت منها إلى القاهرة ودمشق. كما أُفتتح أول مقهى في إستانبول على يدي شابين أحدهما حلبي والآخر دمشقي، ومن إستانبول انتشرت إلى جميع انحاء العالم.
تطورت القهوة مع تطور الغرب، وجاء أول إنتاج للقهوة السريعة والتي هي عبارة عن حبيبات تذوب بالماء الساخن او المغلي … إلا أن فكرة جهاز القهوة وإعدادها السريع أفقدها الكثير من لذة المذاق والرائحة وذلك على خلاف القهوة العربية التي تتميز برائحتها الطيبة … فما أن يدخل منزلك أحدهم إلا ويطرح عليك الجملة الشهيرة «عاملين قهوة.»
تعددت مسميات القهوة في الغرب … والتي لطالما حاولتُ مرراً من تعرف الفروق بينها، هذا بالإضافة إلى أنّ حجم فنجان القهوة في الثقافة الغربية يكون مبالغاً فيه في بعض الأحيان.
تفنن العرب في طقوس تقديمهم للقهوة، وتنوعت العادات تبعاً للمناطق. ففي شبه الجزيرة العربية يجب الوقوف أثناء صبّ القهوة، بالإضافة للانحناء عند تقديمها، كما يستحب البدء بمن هو في صدر المجلس ثم تصب من اليمين إلى اليسار. أما في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن فتعتبر القهوة من المشروبات المفضلة وتقدّم للضيوف في كافة الأوقات، ومن أهم عادات سكان بلاد الشام هو عدم شرب الضيف للقهوة حتى يستجاب طلبه وخاصة إذا ماتعلق الأمر بالزواج. أما عن مصر فالقهوة بدون «وش» لاتصلح أبداً … فمن المتعارف عليه عند الكثير من المصريين وأثناء إعدادهم للقهوة ومهما كان نوع البن المستخدم ألا تُغلى القهوة تماماً ليبقى «الوش» متماسكاً على سطحها وإلا فهي غير صالحة للتقديم. أما للجنس اللطيف فله قصة مع القهوة، إذ اعتادت كثير من النساء على قراءة مستقبلهن بعد شربهم للقهوة مباشرة. ومن العادات الهامة التي يتسم بها العرب من محيطه إلى خليجه، تقديمهم لكوب من الماء مع فنجان القهوة …. على الرغم من شكلية الأمر كما يبدو إلا أنّ شرب الضيف للماء قبل القهوة ما هو إلا دليل على شعوره بالجوع، وبذلك على صاحب الدعوة أن يسارع بتقديم الطعام له…. أما عن العادات الغريبة التي تميز بها الأتراك هي إضافة القليل من الملح لقهوة العريس … وعلى العريس ألا يبدي أي امتعاض وأن يشربها كاملة حتى تقبل به العروس، وعدم شربه للقهوة المالحة ماهي إلا دلالة صريحة على أنه بالرجل «النكدي.»