كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

منذ عشرة ايام اعترف مجلس النواب الألماني «البوندستاغ» بالمجزرة الأرمنية التي حصلت سنة 1915 بما يشبه الاعتذار عمّا تغاضى عنه هتلر الذي كان حليف الاتراك في ذلك الوقت، لن ندخل في ردّ فعل الاتراك، بل نوجّه الانظار نحو الرئيس الاميركي اوباما الذي زار هيروشيما منذ اسبوعين ووقف امام قبر الضحايا في المدينة ولم يعتذر عمّا قام به الرئيس الاميركي هاري ترومان الذي في عهده القيت قنبلة هيروشيما التي سُميت بالولد الصغير وتلتها بعد يومين في 9 آب 1954 قنبلة ناغازاكي التي سُميت بالولد السمين، علماً ان اجداد اوباما الافارقة عانوا ما عانوه من تسلّط البيض وهو العارف جيداً كم كانوا يحتاجون  الى اعتذار تاريخي كبير، لكن اوباما هو سيّد البيت الابيض، ولا يمكن له ان يعتذر علماً ان الاعتذار فضيلة.
الانكليز وحدهم عرفوا الاعتذار عندما صوّت مجلس العموم سنة 2014 على الاعتراف بدولة فلسطين وكأنه يعتذر عن وعد بلفور سنة 1917. وهم الذين اعتذروا عن زمن الاستعمار بوضعهم نصباً لنلسون مانديلا في قلب لندن.
والعام الماضي اعتذرت اليابان من كوريا الجنوبية عن الاسترقاق الجنسي الذي مارسه اليابانيون بحق  النساء الكوريات طيلة الاستعمار الياباني لكوريا بين سنتين 1910 و1945.
متى تصل ثقافة الاعتذار الى البيت الابيض؟