بقلم هاني الترك  OAM

عقد في سيدني مؤتمر دولي يحمل عنوان : «العقل وقدرته».. وحضره علماء الطب النفسي والعقلي والزعيم الروحي البوذي الدالي لاما والعالم النفسي الكبير بول إيكمان.. وقد ألّف العالم إيكمان مع الدالي لاما كتاباً يحمل عنوان «الوعي العاطفي» Emotional Awareness.
ورغم الاختلاف في المعتقدات والآراء العلمية بين الدالي لاما وإيكمان الا انهما صديقان حميمان.. يؤمن الدالي لاما بتقمص الروح في حين ان الدكتور إيكمان  لا يؤمن بها .. وتؤمن الديانة البوذية بتقمص الروح من انسان الى انسان والى الحيوان ايضاً.. فمثلاً يعتقد الدالي لاما بأن الذي يرتكب جريمة سوف يعاقب عليها في حياة اخرى عن طريق التقمص..
قال الدالي لاما للدكتور إيكمان: اذا كنت تستطيع ان تثبت ان العقل يتلاشى بعد موت المخ فسوف اتخلى عن البوذية.. فإن الدالي لاما يعتقد بأن الروح (العقل) تنتقل من انسان الى انسان آخر او الى الحيوان بعد الموت والروح خالدة.
والواقع ان خلود الروح هو حقيقة ثابتة.. سواء في الديانات ام في بعض العلوم الحالية.. وعودة الروح (تقمص الروح) اصبحت ظاهرة تخضع للبحث العلمي في بعض الجامعات.. حتى ان مدير عام مستشفى ميامي في الولايات المتحدة بروفسور برايان ويس بعد اجرائه الابحاث العلمية مع بعض العلماء المشهود لهم بالحنكة العلمية مثل بروفسور مودي وبروفسور مايكل نيوتن وغيرهم توصلوا الى الاقتناح بعودة الروح.
وتخالف الابحاث الحالية في الظاهرة الديانات السماوية.. التي تعتقد بوجود حياة واحدة على هذه الارض وعلى اساسها تتقرّر حياة الشخص الابدية.. غير ان بروفسور ويس يقول ان المسيحية في مراحلها الاولى كانت تعتقد بالتقمص.. اذ ان الامبراطور قسطنطين  الذي هو اول امبراطور روماني يعتنق المسيحية مع امه هيلانه قد حذفا من الكتاب المقدس تقمص الروح.. واكد عليهما المجمع المسكوني للديانة المسيحية الذي عقد عام 325 من اجل حماية الكنيسة.. غير ان هناك علماء ولاهوتيين يرفضون الإيمان بالتقمص.. ولا تزال القضية موضع بحث ودراسة.