بقلم هاني الترك By Hani Elturk OAM

مفهوم الهوية الذاتية يختلف عن مفهوم الهوية الثقافية .. ولكنه يشكل جزءاً هاماً من الهوية الثقافية.. إن استراليا حالياً هي مجتمع الثقافات والحضارات المتعددة مع سيطرة عناصر الثقافة الانكلوساكسونية.. ولكن لا يعرف احد ما الذي سوف يتمخض عنه تفاعل هذه الثقافات والحضارات لينتج في المستقبل هوية ذاتية لاجيالنا المقبلة وهوية ثقافية استرالية متميزة.. وهذا ما يؤكده المفكرون والسياسيون.. وهذا بالضبط ما  قاله لي رئيس الوزراء الاسبق بول كيتنغ في مؤتمر صحافي منذ عدة سنوات.
والسؤال عن الهوية الذاتية: مَن أنا؟ ارى نفسي فلسطيني عربي في هويتي الذاتية.. ولكني فلسطيني استرالي في هويتي الثقافية.. اني احمل معالم الثقافتين الفلسطينية العربية والاسترالية الانكلوساكسونية السائدة.. اي استمد العناصر الايجابية من الثقافة التي تعجبني وتروق لي.. فمثلاً استقي مفهوم العائلة المتماسكة كوحدة اجتماعية اولى للمجتمع والحياة الروحية والعلاقات الاجتماعية واللغة العربية والاطعمة العربية من ثقافتنا العربية.. وفي ذات الوقت اكتسب عناصر الثقافة الاسترالية السائدة مثل الحرية الشخصية وحرية الصحافة وسيادة القانون والديمقراطية في المجتمع الاسترالي…
واجد التناغم المطلوب في الاختيار الثقافي.. وليس لدي ازمة هوية لأننا نعيش في مجتمع متعدد الحضارات والثقافات.. فأنا فلسطيني في هويتي الذاتية وفلسطيني استرالي في هويتي الثقافية.. وهنا تتجلى عظمة المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات والثقافات.