خاص بجريدة التلغراف
بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
يستمر الفيلم السوري الطويل في جنيف على هدير براميل البارود وعلى صراخ الاطفال : المشهد في جنيف اكثر مأساوية من المشهد في حلب: ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يُراضي رئيس وفد النظام بشار الجعفري، ويتوجّه لإقناع ممثلي المعارضة رياض حجاب وجورج صبره واسعد الزعبي ومحمد علوش، وينتقل الى غرفة اخرى يتصل بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، يقفل الخط غاضباً، يطلب من مدير الجلسة تأجيلها الى الاسبوع المقبل.
المشهد عينه يتكرّر منذ سنة في جنيف: وفد النظام ينسحب اذا تأخر وفد المعارضة عشر دقائق، ووفد المعارضة يقف على خاطر كل التنظيمات على الارض يحاول الحصول على موافقتها. اما وفد النظام فيفتح المذياع على اذاعة طهران ليعمل بتوجيهات آخر تصريح للوزير محمد جواد ظريف، واعضاء المعارضة يتسمّرون على الشاشة يتابعون مؤتمراً صحافياً لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وينسحب جماعة النظام الى القاعة الخارجية ليتصلوا بوليد المعلم ولا يعودون.
امّا المشهد القاتل في الفيلم السوري – السويسري الطويل فكان اطلالة الكاوبوي الاميركي جون كيري ليقول: «يبدو ان الوضع في سوريا بات خارج السيطرة»؟!
… وهذا ليس غريباً على الاميركيين.