– يجب تأمين المسكن والتعليم والصحة وفتح المجال امام الطلبة لدخول الجامعات.
– هناك شركات دولية تجني ارباحاً ولا تدفع الضرائب.
– أؤيد زواج المثليين ولهم الحق ببناء عائلة.

الحديث الى المرشح العمالي عن منطقة بانكس هو مشوق. وتستشعر خلال اللقاء به والحيوية والخبرة السابقة والطموح وبعض التجارب السابقة التي طبعت شخصيته.
وصل والداه الى استراليا سنة 1975 ومارس الوالد مهنة ميكانيك السيارات التي كان يجيدها في بلدة الهند.
وفيما كانت تعمل الوالدة في حقل التعليم، التحق كريس بمدرسة الأخوة في منطقة بانزهيرست ثم دخل جامعة سيدني حيث درس الاقتصاد وحصل على ماجستير في قوانين العمل.
التحق بنقابات العمال وعمل كمحاسب وضابط للمالية. عارض محاولات دمج المصارف لكنه فشل. هذا ما قالهُ خلال حديثهِ. واعتقد ان هذه الحقيقة تُوجز الواقع السياسي في البلد، اي موقف النائب داخل الحزب والزامية التمسك والاصطفاف السياسي المنسجم مع التوصيات العليا، والصراع في البلاد بين اصحاب رأس المال والمؤسسات المصرفية والشركات الكبرى وحفنة من السياسيين داخل الحكومة … فمن يفرض القرارات الاخيرة؟
كريس غامبيان متزوج من كايت منذ سنة 2009 ولديهما ابنة تدعى اميليا. تعمل زوجته مستشارة لأحد النواب. طرحنا عليه الاسئلة التالية:
– كريس ما الذي يدفعك للانطلاق في العمل السياسي؟
– منذ مرحلة الدراسة بدأتُ نشاطاً سياسياً بالمشاركة في المظاهرات والنشاطات السياسية، وأوجه الرسائل في المناسبات0كما كنت ناشطاً في نقابات العمال والاتحادات على انواعها. وساهمت مؤخراً في حملة داريل ملحم الانتخابية.
لم افكر يوماً ان انخرط في العمل السياسي، لكنني بشكل عام أؤيد الحكومات التي تتحيز عدم التمييز بين المواطنين منطلقاً لسياسيتها. لهذا انا أؤيد حزب العمال وكنت ناشطاً فيه منذ سنوات. وطلب الي ان اترشح عن مقعد بانكس، فقلت.
– للأسف اصبح الرأي السائد ان رجال السياسة هم فاسدون واستغلاليون.
فأين انت من هذه المواصفات؟
-من الامور الاسياسية التي يجب ان يقوم بها السياسي هي معرفة القاعدة الشعبية وحسن الاصغاء الى آرائهم ومطالبهم … بعض رجال السياسة يصغون من اجل الاستفادة الشخصية وليس لخدمة الممجتمع.
(ولم يشأ السيد غامبيا الاسترسال اكثر من امور الفساد السياسي …)
– برأيك ما هي الأن الامور التي تهم المواطنين؟
– المسكن، قضايا الصحة والطبابة، التعليم، نظام رعاية الاسنان للاطفال، غلاء المعيشة وزيادة الضرائب.
ادراج ضريبة جديدة على الدخل او زيادة ضريبة GST (السلع والخدمات) هذه الضرائب تؤثر بنوع خاص على الطبقة العاملة وذوي الدخل المحدود.
واردف قائلاً: على الحكومة ان تقوم بتمويل المدارس الحكومية والخاصة دون استثناء وفتح المجال امام الطلبة لدخول الجامعات اذا ارادو.
– تعاني استراليا اليوم من ديون خارجية تزيد على ترليون دولار، بالاضافة الى الديون في الداخل. برآيك كيف يمكن معالجة هذا الواقع؟
-للأسف الحكومة تريد رفع الضرائب بينما المطلوب هو ارغام الشركات الدولية الكبرى على تسديد ضرائبها.
هناك شركات لا تدفع الضرائب رغم الارباح التي تجنيها.
فقلت : يفهم من تعليقات مفوض مكتب الضريبة ان البعض لايدفعون الضرائب لانهم لا يجنون ارباحاً حسب قانون الضرائب …!!
فأجاب : ربما يجب مراجعة قوانين الضريبة لانها تحوي ثغرات ويجب مراجعتها.
في كل بلد يوجد مصالح مشتركة او متضاربة بين الحكومات والشركات الكبرى.
والمؤسسات المالية احياناً تكون السلطة للحكومة واحياناً آخرى هذه الشركات تفرض آراءها على السياسيين والمناخ العام في البلاد.
– الارهاب اصبح اليوم ظاهرة عالمية تهدد جميع الدول. فما رأيك بالموقف الاسترالي وطرق معالجة الحكومة لانعكاسات هذه الظاهرة؟
-من البديهي القول ان مسؤولية الحكومة الاساسية هي الحفاظ على السلامة العامة. باعتقادي يوجد اجماع لدى كل الاحزاب بضرورة توحيد المواقف لحماية الداخل الاسترالي. فقد تمكنت الحكومة والمؤسسات الامنية بما منحت من صلاحيات جديدة من القيام بواجبها للحفاظ على امن المواطنين.
بالمقابل يجب الا نبالغ في سبل مواجهة الارهاب لئلا يؤذي ذلك الى فقدان الحريات العامة والتأثير على الحياة الديمقراطية.
لكن يجب ان نقر ان الارهاب اصبح اليوم يشكل مشكلة عالمية وعلينا بالتالي ان نتعاون مع دول صديقة كمكافحة هذه الظاهرة رغم كل الصعوبات الناتجة عنها. ومن البديهي القول ان اي قرار يُتخذ له انعكاساته على الجميع.
في الداخل الاسترالي يوجد عناصر متطرفة ومجموعات اجرامية تحاول الاستفادة من هذا المناخ العام لتحقيق مكاسب شخصية.
لكنني ادين سوء التصرف واستهداف بعض المجموعات كالشباب المسلم والنساء المحجبات في الاماكن العامة.
– ماهو موقفك من قضية زواج المثليين؟ خاصة بعد ان اتخذ حزب العمال قراراً بدعم اعادة تحديد زواج بالاجماع؟
– انا كاثوليكي، ولكنني أؤيد زواج المثليين ولديهم الحق ان يحصلوا على كامل حقوقهم.
سألت : لكن موقف الكنيسة الكاثوليكية هو مغاير لما تقول. والكنيسة مع الحفاظ على العائلة الطبيعية.
فقام كريس غامبيان باطلاعي على صورة زوجته البيضاء (وهو من اصل هندي، حنطي البشرة) وقال لوكنت اعيش في الستينات في الولايات المتحدة لما سمح لي القانون بالزواج من امرأتي البيضاء.
اعترضت قائلاً : ان المقارنة غير مقبولة ولا تجوز. فزواجك طبيعي بين رجل وامرأة وليس رجل وآخر. ويجب ان تتذكر انه في حال كان الفرز العرقي سائداً في الولايات المتحدة، كانت بلدان آخرى قد تخطت هذه الحواجز … لكن لاتزال ضمن المنطق الطبيعي وليس التمييز العنصري.
فكرر السيد غامبيان انه يؤيد زواج المثليين وليس من الضروري ان يعيش هؤلاء بالخفاء. ودافع عن حرية ميولهم الطبيعية. وهو لا يرى اي تسلسل منطقي بمطالبة اقليات أـخرى بالحصول على حقوقهم الخاصة على مثال المثليين …
لا شك ان السيد غامبيان يتميز بذكاء وحنكة تجعله سياسياً من الطراز التقليدي.