طالَبَ حقوقيون أستراليون حكومةَ إيران بإيجاد ضمانات ملموسة لسلامة لاجئي إيران, وأشارت جمعيات حقوقية أسترالية خلال اجتماع جولي بيشوب وزيرة خارجية أستراليا مع نظيرها محمد جواد ظريف أمس الاول في كانبرا، إلى أن إيران تحمل سجلاً سيئاً في مجال قمع الصحافيين ومنع الحريات الثقافية.
قمع إيراني
وناقش الجانبان مواضيع عدة، من بينها: تنامي طلبات اللجوء الإنساني للمواطنين الإيرانيين الراغبين في الهجرة إلی أستراليا هرباً من القمع والكبت، وكذلك قضية الصواريخ البالستية الإيرانية، التي تمت تجربتها بمناطق إيرانية، الأسبوع الماضي.
وأكد محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، أن حكومته ترحّب بكل لاجئ أو مهاجر إيراني يرغب في العودة إلی إيران طواعية؛ وأن بلاده لن تهاجم أحداً بصواريخها البالستية.
ضمانات للاجئين
وقالت مجموعة ABC الإعلامية: إن “جولي” وزيرة خارجية أستراليا طلبت من “ظريف” وزير خارجية إيران إيجاد حلول عاجلة لطالبي اللجوء إلی أستراليا، وضمان سلامتهم عند عودتهم إلی إيران؛ فيما أكد “ظريف” أن بلاده لا تجبر مواطنيها المهاجرين إلی أستراليا علی العودة لإيران؛ مؤكداً -في الوقت نفسه- أن بلاده ترحّب بكل فخر واعتزاز بكل مهاجر أو لاجئ؛ لديه الرغبة في العودة طواعية إلی بلاده إيران.
السلم العالمي
نوقش في الاجتماع موضوع تنفيذ إيران تجارب إطلاق صورايخ بالستية الأسبوع الماضي؛ حيث أشارت “جولي” ، إلى أن تلك التجارب مخالفة لاتفاق السلم العالمي؛ موضحة أن تلك المخالفة من حكومة إيران ينطوي عليها تأجيل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علی حكومة إيران؛ فيما طمْأَن “ظريف” مسؤولي الحكومة الأسترالية، أن بلاده لن تستخدم سلاحها لمهاجمة أي دولة؛ مضيفاً أن ذلك السلاح سيُستخدم للدفاع فقط.
قضية ساخنة
ويمثل لجوء الإيرانيين قضية سياسية ساخنة في أستراليا؛ فيما تعهدت حكومات متعاقبة بمنع طالبي اللجوء من الوصول إلى البر الرئيس؛ حيث ترسل سلطات أستراليا مَن تضبطهم من المهاجرين إلی كمبوديا وغينيا بيساو.
وكانت “سبق”، قد نشرت في نوفمبر من العام الماضي 2015، خبراً أفاد بإقدام الشاب الإيراني رضا علي زادة (26 عاماً)، على الانتحار بمطار برزبن، قبل ترحيله قسراً إلى إيران، بعد ضغوط دائرة الهجرة الأسترالية عليه ومهاجرين آخرين للعودة إلى إيران؛ ليلحق “رضا” بمواطنه حميد علي أفاز (40 عاماً)، الذي أقدم هو الآخر على الانتحار في منتصف العام الماضي 2015؛ تعبيراً عن رفضه العودة إلى بلده إيران.
يُذكر أن آلاف المهاجرين الإيرانيين يعيشون بأستراليا، بعد قدومهم من دول شرق آسيا على قوارب شراعية، ويرفض هؤلاء المهاجرون العودة إلى إيران بحجج مختلفة؛ منها الحالة الاقتصادية السيئة التي تمرّ بها بلادهم إيران، عطفاً على الكبت الاجتماعي؛ فيما تخلى العديد منهم عن ممارسة الشعائر الدينية، فور وصولهم إلى أستراليا.